انظروا، من أجل هؤلاء الناس البسطاء يحفظنا الله.
كانت أمسية شتوية، وكالعادة بعد انتهاء الصلاة غادرت قلايتي متوجهاً إلى الصالة المجاورة حيث استقبلت الزوار.
في نهاية المناقشات، أراد البعض البركة، والبعض الآخر ترك بعض المال للدير، وآخرون طلبوا النصيحة بشأن مشاكلهم الشخصية.
لكن ما لفتني امرأة تبلغ من العمر أكثر من ٨٠ عاماً أثارت إعجابي لدرجة أني ذكرتها لجميع الحاضرين.
كانت هذه المرأة فقيرة جداً، لكن عندها رحمة، وليس لديها ما تحضره إلى الدير.
فأحضرت كوبين من الذرة وقالت لي:
أبي، أنا فقيرة وليس لدي ما أحضره لك، فأحضرت لك كوبين من الذرة، لديك بعض الدجاج وستعطيها لهم.
فقلت: يا أمي، هاذان الكوبان مباركين أكثر من الملايين.
رأيتي في الإنجيل ما جاء في فلسي الأرملة.
رأيتم، إن الله يحفظنا من أجل هؤلاء! الناس البسطاء.
نعم، لدينا كل شيء، بغض النظر عن مدى فقرها، فإنها تريد إحضار شيء من منزلها الصغير إلى الدير، ولو قليلاً.
الأب كليوبا إيليا