*عادلة هي أحكامك*
روى أحدهم للأب باييسيوس الآثوسي هذه القصة قائلاً: "توفى والدي فاختصم أخوتي فيما بينهم على اقتسام ما تركه لنا والدنا من أراضٍ. وبما أنني كنت أصغَرَهم ارتضيت بما أعطوني كيلا اختلف معهم، فكانت قسمتي أرضاً رمليةً لا تصلح للزراعة، ولأنني لم أكن قادراً على الاستفادة منها لتأمين معيشتي، أُجبرتُ على الرحيل إلى ألمانيا بحثاً عن الرزق هناك لي ولعائلتي. وبعد سنوات عديدة عدت إلى بلادي (اليونان) فماذا وجدتُ؟ أنه قد تمّ بناء فندقين كبيرين على جانبي أرضي التي ورثتها، والمدهش أن مالك كل فندق منهما كان يطالب بشراء قطعة الأرض هذه ليضمها إلى فندقه وبأي ثمن. وهكذا ارتفع سعر هذه الأرض كثيراً، فبِعْتُها بمئات الملايين، وقررتُ أن أعطيَ نصف المبلغ كهبة، وجئتُ أسألكَ يا أبتِ لتخبرني لمن أعطيها". فأجاب الأب باييسيوس: " *أعطِ أولاً أخوتَك لئلا يُضمروا لك الشر* ، والباقي افعل به ما تشاء". ويتابع الأب باييسيوس معلقاً على هذه القصة الحقيقية: "يحاول الجميع الحَطَّ من مكانة الإنسان المُنصِف والوديع، وبقدر ما يحاولون دفعهُ للأسفل، بقدر ما يرفعه الله. مثلَ الورقة على سطح الماء مهما حاولت دفعها نحو العمق، فإن الماء يعود ويرفعها للأعلى".
*عن كتاب "قال لي الأب باييسيوس"*