المحبة هي جواز السفر الذ يعبر الأنسان به كل أبواب السماء دون عائق
نزل راهبان شابان إلى المدينة ليبتاعا بعض المتطلبات . وفى الطريق ، انفصلا عن بعضهما ، فسقط
احدهما فى خطيئة .
أما الذي سقط ، فلشدة حزنه ويأسه ، قرر الا يعود إلى البرية ، فقال لاخيه : ُعد أنت
يا أخي إلى البرية ، أ َّما أنا فسوف أبقى هنا .
فقال له الآخر : ولماذا تفعل هكذا ؟ ماذا جرى لك ؟.
َّوأعاد عليه السؤال مراراً دون أن يسمع منه جواباً . وأخيراً قال ذاك : ما دمت تصّر على معرفة
الحقيقة ، وتريد أن تعرف أن يدخل العزاء إلى قلب أخيه . وفي النهاية استطاع أن يقنعه بالعودة
إلى البرية .
فرجعا كلاهما معاً إلى الاسقيط. ولما وصلوا ، مضى الاثنان إلى الشيخ الروحانى واعترفا له بما
جرى لهما فى المدينة ، وخضعا بكل فٍرح لتأديب الاباء القديسين .
ومرت الايام والسنون ، وظل الراهب البرئ عاكفاً على التوبة حباً بأخيه ، حاملا كل عار التي اقترفها ذلك الاخ . وقبل موقفه وسر به .
وفى إحد الليالى ، وبينما كان أحد الشيوخ يصلى في الاسقيط ، سمع صوتاً يقول له : بسبب محبة
الاخ البرئ ، سوف أسامح الاخ المذنب . بعد هذا الصوت ، قام الاباء الشيوخ وحلوا الراهبين من التأديب ،
دون أن يعلموا من هو المذنب ، ومن هو البرئ .
القديس يوحنا الذهبي الفم