روى لنا الاب اشعياء (تنيح عام ١٩٧٣:) عما حدث معه عام ١٩٧١ فقال :
طلب مني ابونا متى المسكين ان اذهب لاحضر شحنة اسمنت من القاهرة و كان الدير قد حجزها و علم من الشركة ميعاد استلامها و المبلغ المطلوب .
.فلما طلبت من ابينا المبلغ قال لي ” فقط اذهب و الرب سيدبر لك المبلغ ” و لما وصلت ميدان التحرير وقفت عند موقف الاتوبيس متحيرا من عدم وجود المبلغ معي و بعد ساعات سيغلق مكتب الاسمنت و تضيع الشحنة على الدير و يتوقف البناء و بينما انا افكر وجدت شخصا يسلم على بحرارة و لما تأكد اني من دير أنبا مقار قال ” انا عارف ابونا متى و اعرف علملكم العظيم في بناء الدير و كنت أشتاق لزيارة الدير لكن وقتي ضيق فهل يمكنك ان توصل هذا المبلغ لأبونا للمساعدة في الدير ؟ “
فتعجبت و اندفعت سائلا كم مقداره ؟؟
ثم ادركت في الحال ان هذا سؤال غير لائق لكن كان سببه الحاجة الملحة ..فلما ذكر مقداره تعجبت جدا لأنه كان المبلغ المطلوب تماما !!
فابتسمت ..فسألني الأخ عن سبب الابتسامة فأخبرته بالأمر كله فقال ” هذه معجزة “
فقلت له ان الأمر صار معتادا عندنا كثيرا
فتعجب و سألني ” هل يعاملكم الله هكذا بهذه الطريقة ؟؟ ”
فاجبته بالايجاب
فتأثر جدا و سألني ” ان كنت ستدفع هذا للأسمنت فمن أين ستعيڜون ؟
فقلت له ان الذي دبرنا في الكثير يدبرنا ايضا في القليل
فقال لي ” كنت اود ان اعطيك مبلغا اخر للدير لكن ليس في جيبي الا مبلغ أخر صغير فخذه ايضا و صل لأجلي ” ثم انصرف
و في شركة الاسمنت اعتذر لي الموظف لأن قيمة المبلغ المطلوب زاد قليلا عما تم تبليغنا به بسبب تكاليف اضافية للنقل ..
لكني تعجبت جدا حينما ابلغني بالمبلغ الاضافي فوجدته هو تماما نفس المبلغ الصغير الاضافي الذي اعطاني اياه هذا الأخ المبارك فتيقنت ان هذا بالحق عمل الله !!
وكان تعليق ابونا متى :
نحن نعمل بتفكير غير مادي ..ايماننا ليس بالكلام لكني اعلم ان ذهني يتحرك روحيا .. لا احاول ان اتصور ان الله سيتدخل ..لكني انتظر النتيجة لكي اعلم كيف سيتصرف الله دون ان اضطرب ..لا احاول ان اتصور ان الله سيتدخل و يجري معجزة فأنا لا اعتمد في حياتي على المعجزة .. لكن بعد ان يتم العمل المطلوب اقول “هذه فعلا معجزة ” فقد اراد الله ان يعمل و علاماته واضحة