- ياروندا ! ما هي فضائل التي يجب على الإنسان اقتناؤها لتظّللَه نعمة الله؟
- التواضع وحده يكفي . يسألونني غالبًا : كم يحتاج الواحد من الوقت لكي يقتني النعمة الإلهية ؟
قد يَعيشُ البعض حياتهم بكاملها حياة روحيّة دون أن ينالوا نعمة الله لأنهم يفتخرون بذلك . وآخرون يتواضعون فيُنْعِمُ الله عليهم النعمة في مُدَّةٍ زمنيَّةٍ قصيرة.
يمكن للإنسان المُتواضع أنْ يتسربل بالنعمة الإلهية فيصبح ملاكاً في الفردوس. أمّا المُتَكَبّر فيصبح شيطاناً في الجحيم.
نعمة الله تحلّ فقط على الإنسان المتواضع الوديع. هناك روح الله تجد راحة حسب قول أشعياء ( ٦٦ : ٢ ) : " إلى مَنْ أنظر ، إلى المسكين المتواضع" .
يريد الله منا أن نتواضع ليُغدِقَ علينا عطاياه بكثرة . فالله مَدين للإنسان المُتواضع بنِعم كثيرة يُقدِّمها له هديّة دون أنْ يَلْتَمِسَها الإنسان منه. هذا هو الناموس الروحي. ألم يُذكر في الإنجيل. " إن الله يقاوم المتكبرين ، وأما التواضعون فيعطيهم قوة " ( ٤ : ٦ ) ؛ ( ١ بط ٥ : ٥). هكذا دبَّر الله الأمور : تواضع كثير يقابله نعمة غزيرة من الله.
مَنْ يَنْحَنِ بتواضع ، ويتقبّل التجريح والإهانات والضربات مِنَ الآخرين، يَتَخَلّص مِنْ وَرَمِهِ ( انتفاخه) ، فيتجمَّل روحيّاً ويستطيع الدخول مِنْ بوابة الفردوس الضَيِّقَة. أما المُتَكَبِّر فيُغلقها . نعمة الله تحلّ على المُتواضِعِ وتبتعد عن المتكبّر.
كان الأب تيخن يقول : إنسانٌ مُتَواضِعٌ يَملك نعمة إلهيّة أكثر مِنْ كثيرين مُجتمعين.
الله يُبارِك العالم بيدٍ واحدةٍ ويُبارك المُتواضع بيديه الإثنتين. كل الأمور تَتَوَقَّف على الفِكر المُتواضع ؛ وعندها تلتقي الأرض مع السماويات. وبِفَضْلِ التواضع يَرتقي الناس إلى "
السماء الثالثة " ( ٢ كو ١٢ : ٢ ) .
ويَتَساءَلُ البعض : لماذا يريد الله أنْ نتواضع ؟ والجواب : لكي نَجِدُ راحة على الأرض ومُتَّسَعاً في الفردوس. يقول السَّيِّد المسيح : " تَعَلَّمُوا مني فإني وديع ومُتواضع، فتَجِدوا راحة لنُفوسِكُم." ( متى ١١ : ٢٩ ) .
القدّيس باييسيوس الآثوسِيّ