يُحكى عن القديس أندرونيكوس
أنَّه كان يقطن الصحراء،
وكعادته كان يخرج من مغارته عند الغروب للتأمل..
وفى إحدى المرات بينما كان القديس يسير في الجبل،
رأى أسداً يُزمجر فخاف منه وابتعد قليلاً عنه،
وأخذ يُصلّي لله وهو يرشم ذاته بعلامة الصليب،
إلاَّ أنَّه لاحظ أنَّ الأسد رابض على الأرض
وغير قادر على المشي،
فلابد أنَّ رجله قد أصابها شيء،
فلمَّا رأى شدة توجُّعه اقترب منه،
وإذا بشوكة كبيرة تغوص في إحدى رجليه،
فعندما نزعها هبَّ الأسد مسرعاً بعيداً عنه!!
وتمر الأيام..
ويُقبض على القديس في أيام الإضطهاد
ويُلقى في جُب الأُسود الجائعة،
وتشاء العناية الإلهية أن يكون في الجُب ذلك الأسد،
الذي قد صنع معه معروفاً،
ونزع الشوكة التي كانت تؤلمه من رجله،
وكم كانت المفاجأة مثيرة،
عندما رفض الأسد أن يلتهم القديس أندرونيكوس
على الرغم من شدّة جوعه
بل في منظر، لا يتجسد بقلم كاتب،
عانقه وأخذ يُداعبه!
إذ عرفه من رائحته ولم ينسَ ما فعله معه!
إنَّها المَحبَّة التي لا تسقط أبداً
حتى مع الحيوانات المفترسة!
والمَحبَّـة لا تشترط عطاءً مادياً في كل الأحوال،
ففي أحيان كثيرة تكون الإبتسامة أو كلمات الحُب الرقيقة
أقوى بكثير من كل العطايا المادية،
فكلمات الحُب أذابت الكراهية من قلوب كثيرين،
كما يُذيب وهج شمس الربيع الدافئة الثلوج المتجمدة،
فتُحوّلها إلى مياه تروي الأرض الجافة..!!