في سهل القمح المزروع نرى بعض السنابل شامخات متعاليات.وأخريات منحنيات الرؤوس متواضعات
وذات يوم قالت السنابل الشامخات للأخريات بأفتخار:نحن أعلى منكن وأطول... أجابت المنحنيات بفرح :صحيح ولكنكن فارغات أما نحن فمحملات بالخير. وهذا ما أثقلنا فانحنينا
تأمل روحي
التواضع ليس مجرد كلمة ننادي بها بل هي حياة تعاش وتكون سببا"لمجموعة فضائل تظهر في الإنسان كالنور الذي لا يخفى والشمس التي لا تحجب.. والأتضاع ليس أدعاء أو تظاهر لكسب مدح الناس بل هو أن تعرف نفسك أنك حفنة من تراب بدون روح الرب الساكنة فيك
والأتضاع ليس أن تحني رأسك فقط بل أن تحني روحك وقلبك معه..
والمسيح الله هو وحده تليق به صفة التواضع الحقيقية لإنه العالي الكامل الغير محدود في كماله.ومع ذلك نجده في تجسده تواضع
ولتواضعه حكمة في التدبير الخلاصي
لأن أول خطيئة دخلت الجنس البشري كانت الكبرياء وكان الفاعل الذي قام بالفعل هو الشيطان وأوقع الإنسان بخطيئة العصيان بسبب الكبرياء فسقط .. إذا"كان لابد من رده فعل تساويها في القوة وتعاكسها في الأتجاه لترفع الإنسان للسماء من جديد.. فكان النزول للأبن والتجسد.... إذن الله تواضع وهو العالي والكامل
أما نحن البشر لا علو لنا لننزل ولا قوة لنا لندعي التواضع.. وما تواضعنا إلا معرفة قدر نفسنا أننا من تراب وللتراب نعود..
فلنكن مثل الكنعانية التي أتضعت أمام المسيح حين قالت:حتى الكلاب تأكل من الفتات الساقط من مائدة أربابها
وكقائد المائة الذي ظن نفسه ليس مستحقا"أن يدخل المسيح تحت سقف بيته
أو كالعشار الذي لم يدين كالفريسي بل انسحق واعترف أنه خاطئ
فليس هناك ما يستجلب رحمة الرب كالتواضع
لأنك به تلبس المسيح المتواضع المتجسد فيرى الآب صورة الأبن فيك
وبالأتضاع تكسر كل فخاخ إبليس.. لأنه يجد في المتضع صورة المسيح فيهابه ويهرب منه
ربي ويسوعي
أعطني روحا" متواضعة لأتشبه بك
اعطني قلب وروح طفل لأحظى بأبديتك
اجعل من التواضع تاجا"يتوج روحي لا رأسي
أنا تراب بدونك إلى التراب أعود
قوتي مستمدةمنك
(لنا هذا الكنز في اوان خزفية ليكن فضل القوة لله لا منا)
معك وبروحك أنا ابنة ملك ولا كل الملوك
(استطيع كل شيئ بالمسيح الذي يقويني)
فشكرا"لك ربي لأنك رفعتنا لمرتبة البنين
وخلصتنا من إبليس الذي نصب لنا الكمين
فرحبت بالضال وذبحت له العجل السمين
استقبلته بالحلة الأولى والخاتم الثمين
نظفته. طهرته.. انقذته من وضعه المهين
ليكون مستحقا"لنعمتك آمين ثم آمين