قصة أرملة فقيرة
كان هناك امرأة أرملة تسكن على شاطئ البحر وكانت تصنع كل يوم عجينة حمراء تُستخدم في سد التصدعات والشقوق في مراكب الصيادين والتجار مقابل دينار تشتري به طعاماً لصغارها وتحمد الله.
وذات يوم صنعت العجينة وذهبت بها الى الشاطئ كالمعتاد واذ بطائر يخطف العجينة ويطير بعيداً..
ظلت المرأة تبكي وتنوح وتتذمر على الله وتندب حظها وحظ صغارها وتقول لماذا يا رب؟ صغاري سيموتون، لا أملك الا هذه العجينة.
لماذا يا رب لماذا؟؟
أسرعت الى حكيم القرية وقالت له: أريد أن أسألك سؤال..
فقال لها: اسألي.
فقالت : لماذا الله ظالم هكذا؟
نظر اليها الحكيم بابتسامة عذبة وقال:
أنتي لا تعرفين حكمة الله ولا تدبيره وترتيبه للأمور،
كل ما أودّ أن أقوله لكي: الله ليس بظالم،
الله يحبك أكثر مما تتخيلين وحنون أكثر مما تتخيلين!
وهو يحدثها واذ بطرقٍ شديد على الباب ودخل عشرة أشخاص يهللون ويصيحون ويحمدون الله: "يا حكيم يا حكيم لقد نجانا الله من موت محقق".. فقال قصوا عليّ ما حدث.
فتكلم أحدهم: نحن عشرة تجّار وكنا اليوم نستقلّ مركبنا التجارية وفي عرض البحر تصدّعت المركبة.. وبدأ الماء يتسرّب الى داخلها فكدنا نغرق..
وصرخنا الى الله: أنقذنا يا رب ... وسنعطي كل واحد منا مئة دينار للفقراء والمساكين.
ونُفاجأ بطائر يحمل بيده عجينة حمراء، هذه العجينة تُعالج تصدّعات المراكب، وألقاها علينا في هدوء... ونجونا!!
وها هي الألف دينار، من كل واحد منا مئة دينار،
أعطِها للفقراء.. ومضوا.
فنظر الحكيم للمرأة مبتسماً وقال:
تفضلي، الله الظالم اشترى منكِ العجينة
بـ 1000 دينار بدلاً من دينار،
خذي الألف دينار واذهبي أطعمي صغارك..!!