راجل بسيط جدا اتعود من صغره أنه يدفع العشور لربنا
عشور كل حاجة في حياته
وقته ورزقه
وفي مرة قرر يحوش مبلغ ضخم على بعضه علشان يجيب بيه حاجات كتيرة يوزعها على الناس الفقرا
وفضل يحوش عشور دخله في ظرف في جيب بدله قديمة مكنش بيلبسها
ومعرفش حد خالص من اللي عنده في البيت بالموضوع ده
فات شهر واتنين وتلاته وسنة
والمبلغ كبر
ورغم احتياجه اوقات .. إلا انه عمره ما مد ايده عليه
وف مرة تعب جدا .. وكان لازم يعمل عمليه كبيرة وخطيرة
جري على مستشفى خاصة كبيرة علشان يسألهم عن التكلفة، لكنه معرفش يقابل حد .. ولقى واحد عجوز غلبان بدقن بيضة طويلة بيعمل لابنه نفس العملية
ولما سأله عن تكلفتها .. لقاه دافع مبلغ كبير جدا
وللاسف المبلغ ده مكنش متاح معاه
رغم أنه شايل في جيب البدلة ظرف فيه اللي يكفي العملية وزيادة
صاحبنا قرر يعملها في مستشفى بسيطة على ايد دكاترة بسيطة
ورغم بكاء اولاده وزوجته عليه
إلا انه ماضعفش لحظة
ويوم العملية اتفاجئ بإن العملية نجحت بسلام رغم خطورتها
شكر ربنا جدا .. وعرف إن ربنا طبق معاه الاية اللي بتقول
اعطوني العشور وجربوني
فساعتها رفع ايده وقاله بس أنت لسه مخدتش مني حاجة
الفلوس في البيت
وجري صاحبنا على البيت علشان يديهاله كما هي .. وربنا يوزعها بحكمته
لكن للاسف ملقاش البدلة
ولما سأل مراته عليها
قالت انها وديتها الكنيسة مع شوية لبس تانيين محدش بيلبسه
جري على الكنيسة وسأل الكاهن عن البدلة قاله فيه واحد مسكين خدها من أسبوع، واداله عنوانه
جري على العنوان علشان يقوله خد البدلة وهات اللي فيها
فإتفاجئ ان اللي فتحله الباب هو الراجل العجوز أبو دقن بيضا اللي قابله في المستشفى
بصله العجوز وقاله خير يا ابني اقدر اساعدك بحاجه !!
فإبتسم صاحبنا وقاله .. ربنا باعتني اطمن على ابنك واقولك
ألف حمدالله على سلامته ..
ربنا مابيخلقش حاجه صدفه
ثق إن اللي يضيع منك .. غيرك أحق بيه
وثق إن مع كل قرش مفقود من أجل الرب ، تملئ جيوبك من خزائنه ، وحياتك من مراحمه
الجيوب الممتلئة من أجل نفسها تفرغ ، أما الممتلئة من أجل الغير لا تفرغ ابداً
طول مانت عايش أرمي في بذور
وثق أنك هاتحصد ثمار .. تشبعك الى المنتهى
واتعود في حياتك ماتبكيش على اللي يضيع
لإنه إذا كان خير .. فراح للي محتاجه أكتر منك
وإن كان شر .. فربنا بعده عنك لأنك طيب وماتستهلوش
"صالحةٌ الصلاة مع الصوم، والصدقة خيرٌ من ادخار كنوز الذهب" (سفر طوبيا 12: 8 )
"ابسط يدك للفقير لكي تكمل بركتك" (سفر يشوع بن سيراخ 7: 36) .