مرة وأنا صغير كنت بألعب بالعجلة وكان فيه راجل جارنا قاعد على الموتوسيكل بتاعه رحت وقفت جنبه وقلت له "عمو تيجي نتسابق؟"
بص لى بضحكة سخرية معاها إبتسامة شقاوة من عيل صغير وقال لى يالله نتسابق وهو بيغمز لى ، هو ماكنش بيتحدانى هو شاف عيل صغير جرئ وفى نفس الوقت طلبه ده ممكن يكون بالنسبة له حلم ..
إستعدينا للسبق وبدأت أنا أبدل وهو يدوس بنزين بالراحة عشان يكون جنبى، حس إنى هأطير من الفرحة لو سبقته وأنا حاسس أنه أسرع منى بس أنا عايز أسبقه وأبص عليه ورايا مش جنبى ، وبدأت سرعتى تزيد وفعلا خلانى أكسبه وبص لى بصة عمرى ما هأنساها وهو بيضحك
عدت سنين طويلة على الموقف ده و مرة وأنا فى المستشفى لقيت الراجل ده قاعد على كرسي متحرك وشاب بيزق الكرسى ، وقفت للحظة وإفتكرت الموقف بتاع زمان لقيت نفسى رايح له من وراه وقلت له بنفس النبرة "عمو تيجي نتسابق ؟"
بص لى وسكت مع إبتسامة كلها ألم وتعب ، قلت له بس لوحدك من غير ما حد يزقك قال لى مش هأقدر قلت له هاتقدر ياعم الشباب وفعلا وافق..
وقفت جنبه وجريت جرية بسيطة كمداعبة لكنه بدأ بالفعل يلف عجل الكرسى كأنه فعلا عايز يكسبنى وأنا بأبطأ فى حركتى لحد ما سبقنى .. رحت له لقيته باصص لى نفس البصة اللى كان باصصها لى زمان بس وهو مدمع ، كان هاين عليا إنى ابكي ، حضنته وقلت له ما أنت زى الفل أهو وأسرع منى وأنا بأضحك بالعافية عشان ما أعيطش
طبطب على كتفى وقلت له ربنا يقومك بالسلامة وتبقى زى الحصان ولينا سباق تانى بس على رجلينا وضحك لى ومشيت
الراجل ده كانت جنازته النهاردة بس( علمنى أن جبر الخواطر) ده من أعظم الأشياء اللى ممكن تعملها لأنسان وأنها داين تدان ولو بعد عمر طويل وأنها خير أنت زرعته وهتحصده وأنت فى أشد وقت إحتياجك ليه
أجبروا خاطر بعض إن كان ده فى مقدوركم ، ماتبخلوش بيه على حد عشان هتترد لكم وكلنا بيعدى علينا أوقات بنبقى فيها فى أشد إحتياجا لتطييب خاطرنا ولو بكلمة حلوة ولو ماقدرتوش على الأقل ماتكسروش خاطر حد مهما كان محدش عارف ظروف حد