ﻗﺮﺭ ﺇﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭﺍً ﺃﻥ ﻳﺒﻨﻲ ﻛﻨﻴﺴﺔ ﺿﺨﻤﺔ ﻻ
ﻳﺸﺘﺮﻙ ﺃﺣﺪ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﻲ ﻧﻔﻘﺎﺗﻬﺎ . ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻳﻨﻔﻖ ﺑﺴﺨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺣﺘﻰ ﺗﻢ
ﺍﻟﺒﻨﺎﺀ … ﻭﺇﺫ ﻭﺿﻌﻮﺍ ﻟﻮﺣﺔ ﺗﺬﻛﺎﺭﻳﺔ
ﻋﻨﺪﺍﻟﻤﺪﺧﻞ ﺟﺎﺀ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﺳﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻗُﺒﻴﻞ
ﺗﺪﺷﻴﻨﻬﺎ ﻭﺃﻓﺘﺘﺎﺣﻬﺎ ، ﻻﺣﻆ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻮﻥ ﺃﻥ
ﺍﺳﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﻗﺪ ﺍﺧﺘﻔﻰ ﻭﻧُﻘﺶ ﺍﺳﻤﺎﻥ
ﺑﺪﻻً ﻣﻨﻪ . ﺗﻌﺠﺐ ﺍﻟﻤﺴﺌﻮﻟﻮﻥ ﻟﺬﻟﻚ ،
ﻓﺎﻧﺘﺰﻋﻮﺍ ﺍﻟﺤﺠﺮ ، ﻭﺟﺎﺀﻭﺍ ﺑﻐﻴﺮﻩ ﻧُﻘﺶ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﺳﻢ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ، ﻭﺗﻜﺮﺭ ﺍﻷﻣﺮ ﺛﺎﻧﻴﺔ ﺛﻢ
ﺛﺎﻟﺜﺔ ..
ﺳﻤﻊ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻠﺒﺲ ﺍﻟﻤﺴﻮﺡ ،
ﻭﺻﻠﻰ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺃﻥ ﻳﻜﺸﻒ ﻟﻪ ﺍﻷﻣﺮ . ﻇﻬﺮ
ﻟﻪ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺮﺏ ﻭﺃﺧﺒﺮﻩ ﺃﻥ ﻃﻔﻠﻴﻦ ﻳﺴﺘﺤﻘﺎﻥ
ﺫﻛﺮ ﺍﺳﻤﻬﻤﺎ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ ، ﻷﻧﻬﻤﺎ ﺩﻓﻌﺎ ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ
ﺗﺴﺎﺀﻝ ﺍﻹﻣﺒﺮﺍﻃﻮﺭ : ﻛﻴﻒ ﺩﻓﻊ ﺍﻟﻄﻔﻼﻥ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ، ﻭﻗﺪ ﻗﺎﻡ ﻫﻮ ﺑﺪﻓﻊ ﻛﻞ ﺍﻟﻨﻔﻘﺎﺕ ؟
ﻗﺎﻝ ﻟﻪ ﻣﻼﻙ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻥ ﺍﻟﻄﻔﻠﻴﻦ ﻣﺤﺒﺎﻥ ﻟﻠﻪ
ﺟﺪﺍً ، ﺍﺷﺘﺎﻗﺎ ﺃﻥ ﻳﻘﺪﻣﺎ ﻟﺒﻨﺎﺀ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺏ
ﺗﺒﺮﻋﺎً ، ﻟﻜﻨﻬﻤﺎ ﻻ ﻳﻤﻠﻜﺎﻥ ﻣﺎﻻً ، ﺇﻧﻤﺎ
ﻳﺤﻤﻼﻥ ﻗﻠﺒﻴﻦ ﻏﻨﻴﻴﻦ ﺑﺎﻟﺤﺐ . ﻟﻘﺪ ﻗﺮﺭ
ﺍﻟﻄﻔﻼﻥ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻼ ﻭﻋﺎﺀً ﻳﻤﻶﻧﻪ ﻣﺎﺀً ، ﻳﻀﻌﺎﻧﻪ
ﻓﻲ ﻃﺮﻳﻖ ﺍﻟﺠﻤﺎﻝ ﺍﻟﺤﺎﻣﻠﺔ ﺍﻟﺤﺠﺎﺭﺓ ﺍﻟﺘﻲ
ﻳﺒُﻨﻰ ﺑﻬﺎ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺏ … ﻛﺎﻧﺎ ﻳﺘﻌﺒﺎﻥ ﻃﻮﻝ
ﺍﻟﻨﻬﺎﺭ ، ﻟﻴﻘﺪﻣﺎ ﺣﺒﻬﻤﺎ ﻭﺟﻬﺪﻫﻤﺎ ، ﻓﺎﺳﺘﺤﻘﺎ
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﺔ !
ﻫﺬﺍﻥ ﻫﻤﺎ ﺍﻟﻌﺎﻣﻼﻥ ﻣﻊ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﺤﺴﺎﺑﻪ
ﺧﻔﻴﺔ !
ﺣﻘﺎً ﻳﺤﺘﺎﺝ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﻮﺩ ﺧﻔﻴﻴﻦ ،
ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﻃﻔﺎﻻً ﺃﻡ ﺷﻴﻮﺧﺎً ﺃﻡ ﺷﺒﺎﻧﺎً ﺃﻡ
ﺭﺟﺎﻻً ﺃﻡ ﻧﺴﺎﺀً … ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻬﻢ ﺍﻟﺤﺐ ﺍﻟﺨﺎﻟﺺ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﺍﻟﺜﻤﻦ !
ﺑﻴﺖ ﺍﻟﺮﺏ ﻻ ﻳﺒﻨﻴﻪ ﺍﻟﻜﺎﻫﻦ ﻭﺣﺪﻩ ﻭﻻ
ﺍﻟﺸﻤﺎﻣﺴﺔ ، ﺑﻞ ﻛﻞ ﻋﻀﻮ ﺣﻲ ! ﺣﻴﻨﻤﺎ
ﺍﺳﺘﺼﻐﺮ ﺇﺭﻣﻴﺎ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻧﻔﺴﻪ ﺳﻤﻊ ﺍﻟﺼﻮﺕ
ﺍﻹﻟﻬﻲ : ” ﻻ ﺗﻘﻞ ﺇﻧﻲ ﻭﻟﺪ … ﺃﻧﺎ ﺃﻛﻮﻥ
ﻣﻌﻚ ” ) ﺃﺭﻣﻴﺎ 1(.
ﻻ ﺗﻘﻞ ﺇﻧﻲ ﺃﺻﻐﺮ ﻣﻦ ﺃﻥ ﺃﺳﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ
ﺍﻟﺮﺏ ، ﻓﺎﻟﻠﻪ ﻳﻌﻤﻞ ﺑﺎﻟﻜﺜﻴﺮ ﻛﻤﺎ ﺑﺎﻟﻘﻠﻴﻞ
ﻟﻴﺨﻠﺺ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﺣﺎﻝٍ ﻗﻮﻣﺎً. ﻻ ﺗﻨﺸﻐﻞ
ﺑﻜﺜﺮﺓ ﺇﻣﻜﺎﻧﻴﺎﺗﻚ ﺃﻭ ﻋﺪﻣﻬﺎ… ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺬﻱ
ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﺴﺎﻥ ﺗﻜﻠﻢ ﺧﻼﻝ ﻓﻢ ﻣﻮﺳﻰ ﺍﻟﺬﻱ
ﺍﻋﺘﺬﺭ ﺑﺜﻘﻞ ﻟﺴﺎﻧﺔ ) ﺧﺮﻭﺝ 3