يُحكى أن ملك عرض جائزة كبرى لمن يستطيع أن يرسم أجمل لوحة تعبر عن السلام الكامل ، عدد كبير من الفنانين حاولوا لكن الملك أعجب بلوحتين فقط
.وكان عليه أن يختار من بينهما واحدة فقط .
الصورة الأولى:
كانت لبحيرة هادئة ، والبحيرة كانت تعكس كل ما حولها من صفائها وهدوئها فكانت تعكس القصر المبني على ضفتها والجبال المحيطة
بها في هدوء ليس له مثيل ، ومن خلف الجبال انعكست السماء بلونها السماوي الجميل وبها بعض السحب البيضاء الصافية. كل من رأى هذه اللوحة أعتقد أنها أفضل ما يمكن رسمه للتعبير عن السلام الكامل.
أما الصورة الثانية:
فكانت لمجموعة جبال أيضاً ، ولكنها كانت وعرة وقاسية وباردة. فوق الجبال كانت السماء تسقط أمطارها ، وكانت ترعد وتبرق ، وبجانب الجبال كان هناك شلال مياه شديد الانحدار وكانت المياه بالشلال ترغي وتزبد من شدة اضطراب المياه ، وكل هذا لم يكن فيه أي نوع من السلام .
ولكن عندما نظر الملك جيداً ، رأى حزمة من الأعشاب البرية البالغة الصغر تنمو في شق بين الصخور خلف مياه الشلال ، وعلى هذه الأعشاب هناك عصفورة صغيرة بنت لها عشاً وترقد في هدوء تام وسط كل هذا الجو الصاخب المليء بالاضطراب.
أي من اللوحتين تفوز يا ترى؟
اختار الملك اللوحة الثانية!
هل تعرف لماذا ؟
إجابة الملك كانت:
لأن السلام لا يعني أنك تكون في مكان ليس فيه ضوضاء ، إزعاج ، متاعب أو اضطراب. لكن السلام يعني أنك تكون في وسط كل هذا الاضطراب والمشاكل وتحتفظ بهدوئك في داخل قلبك ، هذا هو المعنى الحقيقي للسلام الكامل.
" لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر لتعلم طلباتكم لدى الله. وسلام الله الذي يفوق كل عقل يحفظ قلوبكم وأفكاركم في المسيح يسوع" (فيلبي 4 : 6 ، 7 )