“وَكُلُّ مَا عَمِلْتُمْ بِقَوْلٍ أَوْ فِعْلٍ، فَٱعْمَلُوا ٱلْكُلَّ بِٱسْمِ ٱلرَّبِّ يَسُوعَ ، شَاكِرِينَ ٱللهَ وَٱلْآبَ بِهِ.”
كُولُوسِّي 17 :3
💥 صوت الله 💥
في كنيسة في أحد الأحياء الأرستقراطية بأوروبا , فوجئ المصلين بعد القداس برجل عجوز يبدو عليه المرض و الإعياء يطلب الميكرفون من أبونا . و وسط دهشة الحاضرين وقف الرجل المسكين وقال : أنا أعرف إنكم متدينون وعلى قدر من الثقافة و الغنى تتبرعون بالعشور و تحضرون القداس …. وأنا رجل مسكين أمر بضيقة صعبة و مرض قاس و أولادي تركوني , و لقد مررت على أغلب الحاضرين بما فيهم الكاهن الموقر , منهم من لم يفتح الباب أو يكلف خاطره بسمع طلبي أو شكواي أو يحاول أن يقول لي كلمة طيبة أو يجد حل لمشكلتي ….. والآن انتهى الأمر فأنا أصارع الموت ولا أعلم كم ساعة سأعيشها , إنما أسألكم سؤال واحد : هل لو كان يسوع مكانكم كان عمل كده؟ وما أن وصل إلي هذه الكلمات حتى تهدج صوته و وقع مغشيا عليه و قبل أن تصل الإسعاف كان قد أسلم الروح. تأثر الموجودين تأثرا بالغا وعادوا إلي بيوتهم و الكلمة ترن في أعماقهم “ماذا كان سيعمل يسوع لو كان مكاني؟”
في الأحد الذي تلاه تخلى الكاهن عن وعظته التقليدية و قال للشعب ” إن كلمات هذا الرجل هي صوت الله لكل منا , فإذا أراد أحد أن نتفاهم في إجابة هذا السؤال فلينتظر في القاعة بعد القداس .
فوجئ أبونا بكل الحاضرين ينتظرون في القاعة و كل منهم يسأل أبونا ” أنا أريد أن أتصرف كما كان يسوع سيتصرف و لكن كيف؟” قال واحد : أنا صاحب جريدة أهم مصدر للمكسب فيها صفحة إعلانات عن الخمور , هل كان يسوع يوافق على هذه الصفحة .
قالت شابة: أنا مغنية مشهورة أكسب في الأغنية الواحدة مبالغ طائلة , هل لو كان يسوع مكاني كان سيغني؟ , قال أخر : أنا أعمل بالتجارة و التجارة تحتاج لأساليب ملتوية لتحقيق أكبر ربح مثل الرشوة و الكذب و الخداع , بالطبع لن يوافق يسوع على ذلك .
قالت فتاة “أنا أحب خطيبي و هو غير مسيحي , و هذا الأمر لم يشغلني من قبل , لكني لا أقدر أن أتركه فهل يرضى يسوع عن ذلك .
طلب أبونا من الحاضرين أن يقفوا للصلاة و تضرع بدموع للرب يسوع أن يرشد كل واحد كيف يجيب على هذا السؤال في حياته و يعطيه قوة أن يتخلى عن كل شيء لا يعمله يسوع لو كان مكانه مهما كانت النتائج……… و لم يجاوب على إي سؤال و طاب منهم الاجتماع في الأحد القادم .
اجتمع الشعب و طلب أبونا من كل واحد منهم أن يحكي ما حدث له هذا الأسبوع . قال صاحب الجريدة : لقد قررت إلغاء إعلانات الخمور , هاج علي العاملين بالجريدة و طالبوا بنزول هذه الصفحة مهددين بترك الجريدة فأخبرتهم أن الأمر لا رجعة فيه , منهم من ظل معي و هو غاضب و منهم من تركني و انخفضت المبيعات إلى النصف و لكني صممت على تكملة المسيرة و أدخلت عدة أبواب بها نصائح تربوية لحل مشاكل الشعب و ربنا يساعدني .
قالت المغنية لقد اعتذرت عن كل الحفلات و غضب مني المساعدين و الفرقة الموسيقية تركتني و طالبني الكثيرين برد مبالغ هائلة , و لا أدري ماذا سأفعل .
قال التاجر لقد خسرت هذا الأسبوع أكثر من إي خسارة سابقة , بسبب أمانتي . و قالت الشابة لقد فاتحت خطيبي غير المسيحي في الأمر و اعتذرت له عن تكملة المشوار فتركني غاضبا .
شعر أبونا بحزن البعض و انكسارهم لكنه دعاهم إلي الصمود و تكملة الطريق و عدم اليأس أمام عدو الخير و دعاهم للاجتماع بعد شهر.
و بعد شهر وجدهم سعداء . فقد قال صاحب الجريدة : إن الأبواب الجديدة لاقت شعبية كثيرة و حققت الجريدة مبيعات أكثر والأهم أنه يشعر أن الله معه .
و قالت المغنية : لقد ذهبت للأحياء الفقيرة و علمتهم ترانيم جميلة و التف حولي الفقراء و الحزانى و ذهب الكثيرين للكنيسة لأول مرة في حياتهم و سمعت الأطفال في الشوارع يرنمون الترانيم الجديدة و شعرت بسعادة لم أشعر بها من قبل.
و قال التاجر : لقد تركني بعض العملاء و لكني سرعان ما جاء غيرهم و هم يرحبون بالعمل مع تاجر أمين و أشكر الله الذي ساعدني .
و عاد الشاب لخطيبته و هو يقول لها : تمسكك بإلهك شدني لهذا الإله و أنا سأتبعه حتى لو لم تقبلي الزواج مني .
ألا تقابلك مواقف كثيرة لا تعرف أين الخطأ والصواب فيها اسأل نفسك بصدق ماذا يعمل يسوع لو كان مكاني ……و عندما تعرف الإجابة لا تتردد في طاعة صوت الله و هو سيحول كل حيرة و شقاء إلي سعادة و ملكوت داخلك
"لانكم لهذا دعيتم فان المسيح ايضا تالم لاجلنا تاركا لنا مثالا لكي تتبعوا خطواته" (1بط 2 :21)