عَصَاكَ وَعُكَّازُكَ هُمَا يُعَزِّيَانِنِي". (مز 23: 4)🍹
🐅🐅
في داخل حظيرة للخراف جلس أحد الرعاة يداعب احدى نعاج القطيع و قد أسندت رأسها على ساقة ،
و نظرت نحوه فى ود وحنان و لم يكن خافيا أن هذه النعجة الوديعة كانت مكسورة الساق، وهى تقاسي من جراء ذلك بعض الألم وكان واضحا أيضا أن الراعي يحب هذه النعجة كثيرا، و يعتنى بها عناية فائقة، لكن الشئ الذي لا يعرفه الشخص الغريب هو أن هذه الساق لم تكسر في حادث،
أو نتيجة اصابة خاطئة،
بل ان الراعي نفسه هو الذى كسر ساق نعجته عمدا و مع سبق الاصرار! يقول الراعي : كانت هذه النعجة شرودا جامحة دون باقي الخراف !
لم تكن تطيع لي أمرا أو تسمع لي صوتا ، أو تقبل مني تحذيرا! انها نموذج للعصيان و التمرد! فبينما أسير بالقطيع في طريق آمنه اذ بهذه النعجة تجري في استهتار نحو مسالك منحدرة،
و مهاو زلقة، و هى اذ تعرض حياتها للهلاك فانها أيضا تضلل معها بعض رفاقها التي تتبعها، و تتأثر بها ! و لم يكن أمامي
الا أن أهوي على ساقها بعصاي حتى أعوق اندفاعها ، وارغمها على التريث و التروي و في ذلك اليوم الذى كسرت فيه ساقها ،
قربتها الى ، وقدمت لها طعاما خاصا، وسهرت على علاجها وراحتها و ها هي الآن تعرف صورتى و تتابع حركتى وتصحوا على وقع أقدامى، وعندما تشفي تماما ستصبح قائدة للقطيع فهى الآن أكثر الأغنام طاعة و حبا و تمسكا بي.
ان الله يضربنا أحيانا بالمرض أو بألوان مختلفة من الالام ؛ حتى نخضع عند قدميه ،
و تتعلق أنظارنا به، و نسمع صوته و نعرفه انه يضر بنا حين يرى أننا نجمح بعيدا عن شاطئ الأمان ، ونندفع نحو حتفنا دون أن ندرى أن في تمردنا عليه هلاكا أكيد🐅