كان رجل فقير دائم التشكّي لله، وكان يطلب منه كل يوم أن يرسل له كنزا ثميناً يغنيه طول العمر ويريحه من التعب اليومي. ظهر الله له يوما ما في الحلم وقال له: "سألبي رغبتك. اذهب خارج القرية ترى راهباً مستلقياً في ظل شجرة ومعه حقيبة يد. اطلب منه الجوهرة التي يحملها في حقيقته، وهو يعطيك إياها.
خرج الرجل و رأى بالفعل راهباً مستلقياً يرتاح في ظل شجرة. فقال له: "أرسَلني الله إليك لتعطيني الجوهرة الثمينة التي تحملها في حقيبتك".
أجاب الراهب: "بكل سرور". وفتح الحقيبة و أخرج جوهرة كبيرة ثمينة وناولها للرجل.
رأى الرجل الجوهرة في يده، فطار فرحاً، وعاد إلى البيت ودعا زوجته وقال لها: "لقد قبرنا الفقر وأيامه". ثم نظر حوله ليرى أين يخبئ الكنز. وضعه تحت الوسادة، فخاف أن يعثر عليه السارقون، ثم خبأه في الخزانة، فخاف من الأولاد. حفر له حفرة في البستان، فخاف من عابري الطريق... بقي طوال الليل يغّـير مكان الكنز. في الصباح، اكتشف أنه فقد معنى الراحة.... فعاد أدراجه إلى الراهب، فرآه في مكانه مسترخياً مرتاحاً. فقال له: "أبونا، خذ جوهرتك وأعطني الكنز الثمين الآخر الذي تحمله في قلبك والذي جعلك تترك لي هذه الجوهرة دون ندم".
وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخ وشهوات كثيرة غبية ومُضرّة، تُغرِّق الناس في العطب والهلاك. لأن محبة المال أصل لكل الشرور ( 1تي 6: 9 ، 10)