كانت السيدة مارى خادمة تقية تسكن مع زوجها الفاضل زمانا طويلا بلا اولاد ولكنها كانت دائماً فرحة بنعمة الله ... وأصابها سرطان متقدم فى الرئتين وتقبلت المرض ببساطة وشكر وابتسامة لا تفارق شفتيها ....
جاءت ليلة صعبة لم تستطع أن تتنفس فيها بسهولة وكأن الرئتين مغلقتين تماماً , ولم ترد أن تزعج زوجها فخرجت إلى شرفة منزلها وكانت الساعة الثالثة بعد منتصف الليل ... وظلت تصرخ من داخلها بإسم ربنا يسوع أن يجعلها تتنفس ... وإذا بها ترى السماوات مفتوحة والمسيح فى مجده وعن يمينه امنا العذراء وربوات من الملائكة والقديسين ينظرون إليها بحب ... وظلت هذه الرؤيا ساعتين ... ولم تنتبه أن نفسها ارتاح تماماً .. ودخلت تنام وهى تسبح الله ... وما هى إلا أسابيع بسيطة حتى انتقلت إلى هذا العالم السماوى ... الذى لا يرى ..!
التجربة هى عبارة عن نظارة سميكة تجعلنا نرى ما لا يرى .. أما المرئى فلا نراه .. إن أعيننا مشغولة جداً بما يرى ، بينما كل ما يرى هو وقتى وزائل ..
فالناس يرحلون والبيوت تزول والغنى والكرامة يتبخران والجمال والصحة لن يدوما والجسد يفنى ...
أما ما لا يرى فهو دائم : الله ... الأبدية ... الملائكة ... القديسين .. الاكاليل ... الفرح السماوى ..
حين تدخل التجربة يا صديقي ... حاول ألا تترك عينيك مفتوحتين طويلا ... فترى أطباء ... او معزيين ... او مجرمين أو أعداء ... اغلق عينيك لعلك ترى بالصلاة ملائكة وقديسين وبركات
و اكاليل ... تعلم كيف تلبس نظارة التجارب لترى ما لا يرى ... وتغلق تغلق عينيك عما يرى ... لان الأمور التى ترى وقتية أما التى لا ترى فأبدية ...