اعطوا تعطوا كيلا جيدا ملبدا مهزوزا فائضا يعطون في احضانكم لانه بنفس الكيل الذي به تكيلون يكال لكم (لو 6 : 38)
خرج القديس الانبا / إبرآم اسقف الفيوم المتنيح بعد اتمام مهمته من البطريركية فى القاهرة قاصدا مقر ايبارشيته بالفيوم عن طريق قطار السكة الحديد ومعه وكيل المطرانية القمص / عبد السيد،
وفى الطريق تقابل الانبا إبرآم مع مسكين يطلب صدقة، فأفرغ القديس كل ما فى جيبه واعطاه له، فأثار هذا الأمر غضب ابونا عبد السيد وكيل المطرانية، لأنه لم يكن معهما حتى ثمن تذكرتى سفرهما،
فقال ابونا عبد السيد للانبا إبرآم، ياسيدنا خلى حاجه للتذاكر، آمال هنقطع التذكرتين ازاى ؟ دا أنا ياسيدنا ما معيش فلوس خالص، فربت على كتفه برفق وقال له : ماتخافش يا ابونا عبد السيد ربنا ها يدبر الموضوع، الم يقل أعطوا تعطوا، أدينا احنا إدينا، لما نشوف هيعمل معانا إيه، وسار الانبا إبرآم نحو القطار واتخذ مقعدة بجوار رجل يجلس مع زوجته، ودخل ابونا عبد السيد يقدم رِجلاً ويؤخر الاخرى، مرتابا، يشغل باله الجيب الخالى، وما ان رفع الرجل وزوجته اعينهما نحو الاسقف حتى بدأوا يحملقوا فيه، وإنفرد الرجل بأبونا عبد السيد يسأله: مش سيدنا دة يبقى الانبا إبرآم اسقف الفيوم ؟
ابونا عبد السيد : ايوة هوه الانبا / ابرام اسقف الفيوم، خير ان شاء الله ؟
الرجل اصل كنت رحت انا ومراتى لاننا كان عندنا مشكلة فى الإنجاب وصلى لنا واعطانا الله نسل بصلواته وانا كنت مسافر دلوقتى علشان اشكر ربنا واقدم الندر اللى ندرته، كويس خالص انى شوفتكم، وفرتوا علينا المشوار، وأخذ الرجل يقبل يد سيدنا ومد الرجل يدة واعطى سيدنا النذر الذى نذره، ثم ابدى اعتذراً هو وزوجته عن السفر مقدما التذكرتين اللتين قطعهما هو وزوجته للانبا إبرآم، واستلم ابونا عبد السيد التذكرتين وهو يلهج بحمد الله الذى اوفى بوعده واكمله عندما قال { اعطوا تعطوا }
شير خلي الكل ياخد بركة