المجوس ...
ما هي الأراضي التي أتوا منها ؟ هل جاءوا من بلاد فارس ، هل جاؤوا من شبه الجزيرة العربية أم من مكان آخر ؟ لا يوجد تقليد إجماعي على كلمة "الشرق" آنذاك ..
وفقًا للقديس مكسيموس و ثيودوت من أنسيرا ، فإن هذا يعني بابل ، أما القديس كليمنت الإسكندري و القديس كيرلس ، فيعني ذلك بلاد فارس ، بينما بعد القديس يوستينوس ، أبيفانيوس و عالم اللاهوت ترتليان فإنهم يتكلمون عن شبه الجزيرة العربية .
"يتفق معظم المؤرخين على أن مصطلح" ساحر "يشير إلى طبقة من الكهنة و المنجمين الفرس ، و لكن بعيدًا عن هذه التفاصيل ، يقع كل شيء في عالم التكهنات و الأساطير ...
كم عدد السحرة الذين سجدوا للطفل يسوع ؟ نحن لا نعرف ذلك بالضبط أيضًا لكن التراتيل تتحدث عن ثلاثة ، إن فكرة أن السحرة كانوا ملوكًا هو افتراض قديم و لم يكن مقبول في القرن الثاني ...
تحدث القديس يوحنا الذهبي الفم عن عبادة المجوس في "العظة السادسة في إنجيل متى" : "و لكن ما الذي جعل المجوس يعبدونه ؟"
لم يكن المنزل مضيئًا ، و لا أي شيء يثير الدهشة و الانتباه . ثم لم يعبده السحرة فقط ، و لكن فتحوا خزائنهم و قدموا له الهدايا ؛ و عطاياهم ليست لإنسان بل لإله . أن البخور و المر رموز الله .
لكن ما الذي جعل السحرة أو المجوس يعبدونه ؟ ما دفعهم إلى مغادرة بلادهم و القيام بمثل هذه الرحلة الطويلة و هي : النجم و النور اللذان وضعهما الله في نفوسهما .
لقد قادوهم تدريجياً إلى الطفل يسوع , قدموا له الهدايا عندما كان كل شيء من حوله فقيرًا .
لم يروا شيئًا مشرقًا و عظيمًا ، لكن مذودًا ، و كوخًا ، و أمًا فقيرة ، عرفوا أنهم لم يأتوا إليه كمجرد بشر ، بل لله لذلك لم ينخدعوا على الإطلاق ، بل سجدوا له و قدموا له هدايا خالية من كل ثقل الشريعة اليهودية . أنهم لم يذبحوا له الغنم و العجول ، بل الهدايا التي كانت قريبة من فلسفة كنيستنا ، أي : الإيمان و الطاعة و المحبة ".
((الهدايا التي أحضرها المجوس تُحفظ في دير القديس بولس في حديقة أم الرب المباركة في جبل أثوس المقدس))