اعتاد طفل صغير تلاوة مديح والدة الإله يوميًا كما علمته جدته. كَبُر الصّبي و عاشر قومًا أردياء فانحرف عن الطريق القويم و عاش في الخطيئة،
و صار رئيس عصابة. و مع ذلك لم يتوقف عن تلاوة المديح يوميًا.
و إنّ والدة الإله الّتي تتشفّع بالجميع، إذ رأته يقدّم لها المديح يوميًا شاءت أن تخلّصه
فظهرت لناسكٍ وقالت له:
”لدي شاب أريد أن أخلّصه لأنّه مازال يتلو مديحي يوميًا، فاذهب أنت واستعده“.
ذهب الشيخ و وضع نفسه في طريق العصابة الّتي طمِعَت فيه، إذ كان يُظنّ أنّ الرّهبان يملكون الكثير من المال، فاختطفته، فمثل أمام الشاب رئيس العصابة.
هدّده الشاب رئيس العصابة طالبًا منه تسليم ما يملك من مال ، إلا أنّ الشيخ فاجأه إذ قال له: ”إنّ والدة الإله قد بعثتني إليك لكي أخلّصك من هذا الطريق الّذي أنت سائر فيه لأنّك ما زلت تتلو مديحها كلّ يوم“.
صُعق الشاب لعلم الشيخ بأمرٍ خاصٍ كهذا. و تابع الشيخ: ”ولكي أبرهن لك أنّ سيرتك غير مرضية لله،
أطلب منك أن تدعو كلّ أفراد العصابة لأجتمع بهم“.
فقام الشاب باستدعائهم. ولكنّ الشيخ قال له: ”لم يأت الجميع “.
أنكر رئيس العصابة، فأصرّ الشيخ، عندها تذكر رئيس العصابة أنّ الطباخ لم يحضر، فاستدعاه . حضر الطبّاخ، فقال له الشيخ : ” أستحلفك باسم الرّب يسوع المسيح أن تقول لنا من أنت“.
فقال له الطّباخ : ” أنا الشيطان، و لي زمان هنا أترقّب اليوم الّذي لا يتلو فيه رئيس العصابة المديح حتّى أقبض على نفسه“و إذ قال هذا اختفى من أمامهم.
تخشع الشاب و سجد عند رجلي الشيخ طالبًا منه أن يصلّي من أجله و يرشده إلى طريق خلاصه،
و هكذا فعل كلّ أعضاء العصابة.
هكذا تحفظ والدة الإله كلّ من يقدّم لها المديح يوميًا.
أمدح فى البتول و أشرح عنها و أقول
أنت أصل الأصول يا جوهر مكنون
بك يا نعمتنا وخلاص جنسنا
قد بلغنا المنى ونحن فرحون