"اَلْأَمِينُ فِي ٱلْقَلِيلِ أَمِينٌ أَيْضا فِي ٱلْكَثِيرِ.” (لُوقَا 61 : 01)
🔥 عود كبريت 💰
في إحدى قرى الصعيد فكر بعض خدام التربية الكنسية في مشروعٍ لخدمة أطفال القرية، وإذ لم يكن لديهم إمكانيات فكروا في الإلتجاء إلى بعض أغنياء القرية.
قال أحدهم: "فلان إنسان غني ويستطيع أن يساهم بكل نفقة المشروع، لكن... لا أريد أن أدين أحدًا!
- لكن، ماذا؟
- أنت تعرف ماذا أريد أن أقول.
- تقصد ما هو معروف عنه أنه بخيل!
- كلنا نسمع عنه هذا!
- على أي الأحوال، لنذهب كأبناء له ونقدم له المشروع، لعل يد اللَّه تتدخل وتعمل في قلبه.
ذهب الخدام معا، فاستقبلهم الغني ببشاشة وجه مرحبا بهم. وإذ أراد إبنه أن يوقد المصابيح.. أوقد المصباح الأول، وحاول أن يشعل المصباح الثاني بإيقاد عود كبريت ثانٍ، فانتهره والده، قائلاً له: "لماذا تستخدم عوديْ كبريت؟ إستخدم العود الأول بأن تشعله من المصباح الأول لتوقد المصباح الثاني... أليس في وتصرفك هذا خسارة؟!"
خجل الإبن جداً لأن والده ينتهره بسبب عود كبريت لا قيمة له. وكان الخدام ينظرون لبعضهم البعض، وكأنهم كانوا يقولون فيما بينهم: "الذي ينتهر إبنه على عود كبريت، هل سيساهم في مشروع لأطفال القرية؟!"
كان الغني يترقب نظرات الخدام دون أن ينطق بكلمة، بل كان ببشاشة يرحب بهم.
تملك أحد الخدام نفسه وبدأ يعرض المشروع على الغني الذي كان يتابع كلماته باهتمام شديد، وأخيراً سأل الغني الخدام: "ما هي تكلفة المشروع؟" فأخبروه بالتكلفة. في لحظات جاء الغني بالمبلغ كله وهو يقول لهم: "هذه بركة لي أن أساهم في هذا المشروع لنفع أبنائي أطفال القرية.. إني أشكركم لأنكم سمحتم لي بالإشتراك معكم في هذا العمل.. إني أقدم القليل مما أعطاني اللَّه، وأما أنتم فالجنود العاملون بقلوبكم ومجهودكم لخدمة الأطفال.. أرجو ألا تحرمونني من الشركة معكم في أي عمل لحساب أولادنا!"
تعجب الخدام من تصرف الغني، وكانوا يتطلعون إلى بعضهم البعض غير مصدقين ما يحدث معهم. وإذ لاحظ الغني ذلك، قال لهم: "لماذا اندهشتم عندما وبَّخت إبني لتبديد عود كبريت؟ وأيضاً عندما قدمت لكم نفقة المشروع؟ فإنه بمثل هذا العود من الكبريت جمعت لكم ما أقدمه للَّه عطية لخدمته! إني حريص على كل شيء.. لا لأكنزه وإنما لأستخدمه أنا وأسرتي وأيضًا لخدمة الآخرين".
خرج الكل فرحون وهم يلومون أنفسهم لأنهم كانوا يدينونه بالبخل ظلما، وتعلموا منه ألا يبددوا شيئًا حتى يستطيعوا المساهمة في خدمة الآخرين.
† ! هب لي الأمانة في القليل، لأعطي للغير الكثير! †
باركت يا سيدي السمكتين والخمس خبزات، فأشبعت الألوف، لكنك طلبت أن تجمع الكسر! إنه عمل هام قام به تلاميذك بأنفسهم.
علمني أن أكون أمينا حتى في جمع الكسر، فإن كثيرين يحتاجون إليها!
علمني ألاّ أبدد الموارد التي قدمتها للبشرية، بل أكون أمينًا في القليل، فتأتمني على الكثير.