كانت عيونها محمرة محتقنه من كثرة الدموع والحزن العميق ... وقفت في طابور الإنتظار الطويل لكي تقابل أبونا البابا كيرلس
... لاحظت أن كل من يقابله يتحول ... من المرض إلي الصحة .. من الإكتئاب والحزن إلي الفرح والرجاء الحي في شخص المسيح ( له كل المجد ) ... أخيرا جاء عليها الدور لتتحدث إليه : أنا يا أبويا حزينه جدا ... بنتي الوحيده ماشيه في طريق الشر والخطية .. نصحتها كتير !! .. زعقت فيها .. !! ..شتمتها !! .. هددتها بخالها وعمها ... !! ... وإني هحرمها من الميراث !! ... لكن مفيش فايده ... قولي : أعمل إيه يا بويا ؟؟ !! ...
ابتسم أبونا البابا كيرلس في حب ... وقالها : رب المجد يسوع جه مخصوص علشانا إحنا الخطاه .. إتهان ... إتبهدل ... بصق في وجهه واتصلب علشان يحررنا من الخطية ... ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطيه (1يو 7.1) ...
بس فيه طلب عليكي إنتي تعمليه ... - تحت أمرك يا سيدنا ...
ياريت إنتي شخصيا تتوبي .. إنتي لوتوبتي توبه حقيقية .. بنتك هتتوب !! ...
دارت بها الدنيا .. أحست بروح الله الذي كشف للبابا .. أنها أيضا تسير في طريق الشر ...
حاضر يا سيدنا ... صليلي أبطل الخطية إللي مسيطره عليا ... أنا حقيقي ضعيفه ... مادمتي معترفه بضعفك المسيح هينصرك ... هصليلك ...
وفي البيت تصلي وتقري في كتابك المقدس ... وتيجي تتناولي معايا بكره الصبح ... صلي لها صلاه عميقه طويله ... رجعت وهي في ملئ السلام والفرح ... أحست بكراهية شديده للخطية ... من فرحها الشديد لم تنام تلك الليلة ... صلت سجدت ... قرأت ... شكرت ... سبحت ... ذهبت إلي وليمة القداس ... شبعت بالذبيحة الالهية ... إغتسلت في دم الحمل ... اكتست بالنور ... أحست بقوة العبور ( الفصح ) ...
+ .. قضت يومها في فرح وتسبيح ... بعد منتصف الليل جاءت ابنتها ... حزينة باكية ... ألقت بنفسها في حضن والدتها ... ماما ..
أنا تعبانه . متضايقه . حزينه . مرهقه نفسيا وجسديا ... طمانتها ... أنها محبوبه من المسيح ... وإن البابا كيرلس بيصليلها ... وإن ربنا يسوع هو الوحيد اللي ممكن يقبلنا مهما كانت حالتنا ... هو اللي لمساته بتشفي ... وكلامه بيعزي .. وحبه بيشبع ... وحضنه بيغنينا عن الخرنوب ...
ماما ... أنا محتاجه جدا جدا ... لكل ده ... طيب ... يلا بينا علي أبونا الحبيب البابا كيرلس ... استقبلهم بحب ... ببشاشه ... بفرح ... صلي لهم بعمق ... تابوا بصدق ... وسرقوا الأبدية !! ... واغتصبوا الملكوت ... ( المجد لك يا محب البشر الصالح ).