وقف العازف يعزف مقطوعته الموسيقية الرائعة وكان الحاضرين، يُصفقون بشدة لروعة أدائه، لأحظ أحدهم أن وجه العازف يبدو حزيناً
رغم هذا النجاح، وانتظر بعد الحفل ليسأله لماذا كان يبدو وجهه حزيناً؟
وجاءت إجابة العازف صادمة لهذا الشخص حين أخبره أن سبب حزنه، لأن عزفه لم يكن جيداً، فاستغرب أكثر وسأل العازف سؤالاً آخر.. كيف هذا وكل الحضور كان مبهوراً ويصفق لعزفك الجميل؟
وجاءت إجابة العازف حاسمة، وقال له: لأن المايسترو أستاذي ومعلمي كان جالساً بين الحضور ولم يصفق لي مما يعني أنني لم أكن جيداً بالشكل الذي يريده أستاذي ومعلمي.
سؤال لنا جميعاً: أي نوع نحن من الخدام؟
هل نحن من الخدام اللذين يضعون دوماً أعينهم على الرب (الأستاذ والمعلم)، لننتظر تقييمه هو، بينما نؤدي خدمتنا بين الناس فنأخذ منه الإرشاد والبركة، ونعلم جيداً أنه هو فاحص قلوبنا ونعطيه هو المجد.
أم نحن من الخدام اللذين يوجهون أنظارهم نحو الناس وننتظر تقييمهم ومديحهم لنا، وإعجابهم بنا عما نقدمه والذي نظن أنه خدمة، ولكن للأسف تحوَّل إلى عرض (شو) لأننا اكتفينا بتمجيد الناس لذواتنا، ولم نكن طالبين مجد الرب.