قصة حدثت فى صعيد مصر
كان بائع حبوب يدعى عم يعقوب، وهو الوحيد فى القرية، ولكنه كان يشدد جدا على الجانب المادى فى الحساب، فكان الكثير من شعب البلدة يتضجرون منه ويشتكونه لكاهن الكنيسة، الذى كان يحدثه فى حب، ولكنه كان فى إصراره يجعل ابونا يخجل من الحديث معه فى تلك القضية ...
فى كثير من اﻻحيان كان يظنونه فاقدا للعقل أو معتوها ﻻ يفهم حديثهم، فيقدمون له اﻻهانة، ولكنه كان يحتمل فى صمت، أما ما كان يثيره بالحق هو الجانب المادي
رغم هذا كان عم يعقوب فى كثير من اﻻحيان ﻻ يترك الكنيسة خاصة فى الصوم الكبير يغلق متجره ويذهب إلى الكنيسة ليقضي فيها فترة الصوم كاملة.
البلدة بها كنيسة كبيرة وأخرى صغيرة أثرية مستقلة على اسم قديس اخر، كانوا فى عيده يسهرون ولكن فى الكنيسة الكبيرة لكثرة العدد.
كان ابونا يحب ان يصلى فى الكنيسة الصغيرة ولكن فى كل مرة يجد الماء مرشوشا على المذبح مما يدل أن المذبح قد تم الصلاة عليه. . ولكن من يصلى. ..؟
احدى المرات فى عيد القديس اشتاق ابونا أن يصلى معهم، استاذن من اﻻب الذى معه فى الكنيسة ... دخل إلى الكنيسة الصغيرة وأغلق بأبها وظل وسط الظﻻم فى هدوء يصلى صلواته الخاصة.
حضروا بالفعل وصلى معهم، ولكن ما ادهشه انه وجد عم يعقوب يصلى بينهم داخل المذبح فى رتبة شماس.
تقابلا فى اليوم التالى. . سلم عم يعقوب على ابونا وانصرف، ابونا استدعاه مرة أخرى. . نظر إليه ثم قال له. . طيب ياعم يعقوب لما الموضوع كده فما هى قصة الحساب اللى تاعب الناس بيه.
أرجوك يا ابونا أن ﻻ تخبر أحدا. . صمت قليلا ثم أكمل .. هنا الناس الغلابة كثيرين، وأنا ﻻ أظلم أحدا قط انا ﻻ أقبل المساومة، من أجل هؤلاء.
تذكر ابونا أن هناك الكثير من اﻻسر المحتاجة كانت تخبره إنها تجد أشياء كثيرة أمام باب المنزل من مساعدات ومبالغ نقدية، ولم يعلم أحد من الذى وضعها، وتداولت فى هذا أسماء كثيرة منها ابونا الذى أكد أنه ليس هو.
وفى الحقيقة أبعد ما يكون عن فكرهم عم يعقوب.
لم يستطع ابونا أن يخبر أحدا كما وعده حتى نياحة عم يعقوب.
(عن كتاب ﻻ تدن - راهب براموسى )
اﻻنسان ينظر إلى العينين أما الله للقلب