كيف نربي أولادنا في خوف الرب؟ / مقالات الراهب القمص بطرس البراموسي
الاهتمام الروحي مثل الاهتمام الجسدي: نحضر لأولادنا أشيك وأنيق ملابس بل وأحدث ما ظهر في الأسواق. نعطيهم مصروف اليد حسب طلبهم دون الرجوع لأي أحد أو تقرير أي مصاريف. ما هو دورنا في تربية وتهذيب أولادنا؟ وهنا يحضرني بعض الأسئلة: مَنْ منَّا يهتم أن يسأل ابنه أو ابنته عن آخر مرة تناول فيها؟ مَنْ منَّا يهتم أن يستيقظ مبكرًا ويوقظ أولاده يوم الجمعة لكي يحضر بهم إلى الكنيسة مبكرًا لحضور القداس؟ كم ساعة يقضيها ابنك في الكنيسة خلال الأسبوع لكي تقول ذلك؟ الأسبوع به 7 ×24 = 168 ساعة. إذًا الوقت الذي يقضونه في الكنيسة 1 / 17 من وقت الأسبوع أي 6 - 7%. لا أستطيع أن أحبب أولادي في ربنا إلاَّ إذا أنا نفسي أحببت ربنا أولًا.
في بعض الأحيان نعظهم عن الصوم والصلاة وأهميتهما ولابد أن نمارسهما، ولكن يجدونا نفعل عكس ذلك.. أكيد سوف يعترضوا على كلامنا أو نسقط من نظرهم.
يقول معلمنا يوحنا الرسول: "بهذا أولادُ اللهِ ظاهِرونَ وأولادُ إبليسَ: كُلُّ مَنْ لا يَفعَلُ البِرَّ فليس مِنَ اللهِ، وكذا مَنْ لا يُحِبُّ أخاهُ" (1يو3: 10).
"لا تتعَجَّبوا يا إخوَتي إنْ كانَ العالَمُ يُبغِضُكُمْ. نَحنُ نَعلَمُ أنَّنا قد انتَقَلنا مِنَ الموتِ إلَى الحياةِ، لأنَّنا نُحِبُّ الإخوَةَ. مَنْ لا يُحِبَّ أخاهُ يَبقَ في الموتِ" (1يو3: 13-14). "يا أولادي، لا نُحِبَّ بالكلامِ ولا باللسانِ، بل بالعَمَلِ والحَق!" (1يو3: 18).
نحن نرى الآن كثرة التيارات التي تنشر الانحلال الأخلاقي والتي تموج بها البشرية.. وهذا ما يسميه البعض "بالتحضر والتحرر".. وأصبحنا ونحن شرقيين في تربيتنا نسلك سلوك الغربيين الذي هو في نظرنا سلوك منحل وبعيد عن الدين والكنيسة وغيره.
نحن المسئولون أولًا وأخيرًا عن تربية أولادنا فأمامنا طريقين ليس ثالث لهم. فلو قلنا نحن لا نريد أن نجرح مشاعرهم ولذلك لا نوجه لهم أي ملامة.. نكون قد تركناهم يعملوا كل شيء خطأ ولم نقف أمامهم ونوجههم.. فسوف تنهدم عندهم كل القيم السليمة.. نتركهم فريسة للشيطان.
ممكن نغرس في أولادنا هذه الرذيلة دون أن ندري. أحد حضر لمقابلتنا ونحن لا نريد أن نقابله. ندخن ونشرب أمام أولادنا. ممكن يعطى أبناءه ولو قليلًا.. ويقول هذا أمامي فقط. ممكن هذا الشخص يقول أنا موفر للبيت كل احتياجاته ولأولادي كذلك.. وأنا حر في صحتي وفي باقي مالي.. أنت لست حرًا.. لأن هؤلاء البيت والمال وزنة في يدك.
إعطاء الأولاد كل ما يطلبونه الموبايل أحدث ماركة وشحن بلا حساب. تقع الأم في هذه المشكلة.. خلي بنتي تلبس على الموضة. قد تتهم الأم الخادمات بأنهم معقدات أو بيغيروا من ابنتها. فالمشاجرات بين الزوج والزوجة قد يلاحظها الأولاد.. خاصة إذا كانت بها ألفاظ جارحة.
ربنا يبارك حياتكم وأسركم وأولادكم.. <p class="MsoListParagraphCxSpLast" align="justify" dir="RTL" "="" style="box-sizing: border-box;">ولربنا المجد الدائم إلى الأبد آمين