ذكريات خاصة بليلة الرسامة
هو يوم رسامتى كاهناً فى كنيسة الله التى للأرثوذكسيين
ولى ذكريات فى ليلة وعشية الرسامة .
+ هذه الليلة كان غير مسموح لى بالنوم حسب طقس الكنيسة القبطية الأرثوذكسية . فقضيتها بين الهيكل والخورس الأول.
- وكان معى قلمى ونوته خاصة بى ، وجلستُ على الأرض وكنت أكتب وانا أسند على مقعد واحدة من دكك الشمامسة .
أما الكتابة فكانت عن ضعفاتى وخطاياى وإعترافاتى التى تجعلنى فى غير استحقاق لنعمة الكهنوت.
- وكنتُ أكتب بعض الوقت ، ثم أقوم وادخل الهيكل ساجداً أمام المذبح لأصلى بعض مزاميرى الخاصة بى . وأحياناً كنتُ أخرج الى حوش الكنيسة وأنظر إلى السماء وأنا أردد قانون الإيمان المسيحى بصوت منخفض تسمعهُ أذنى . - ثم أعود للكتابة ، ثم أدخل الهيكل ، ثم أخرج الى الحوش ، كل هذا وانا أقاوم النوم .
- وبعد ان إنتهيتُ من كتابة ضعفاتى وإعترافى بخطاياى التى انا أعرفها ، ويعرفها الله ، ويعرفها أب إعترافى ، خرجت الى حوش الكنيسة . وفى أثناء ترديدى لقانون الإيمان ، لاحظت ان سيدنا الأنبا ... خلفى ويضع يده اليمنى على كتفى الأيمن وهو إلى جوارى من ناحية الشمال ، وقال لى : خلصتٓ كتابة اعترافاتك ،
هنا وانا جسمى قشعر وبسرعة دموعى غلبتنى . لأننى قمت بكتابة إعترافاتى من نفسى دون أن يطلبها منى سيدنا ، فكيف عرف ؟ ! لستُ أدرى ، ولكن هذا ما حدث .
فقلتُ له أيوه يا سيدنا انا خلصت كتابة . فقال لى طيب روح هات الكشكول اللى انت كتبت فيه اعترافاتك . وبالفعل انا أحضرته وأعطتهوله .
- فرّ ورق الكشكول بسرعة دون أن يقرأه ، وسألنى : حطيت عنوان للى انت كتبته ؟ قلتُ له ايوه يا سيدنا . سألنى وإيه هو العنوان ؟
وقولتله : (( أنا غير المستحق )) .
- ثم بعد هذا قال لى تعالى نقعد شوية ، وجلس سيدنا على السلالم المؤدية للكنيسة وجلستُ الى جواره ناحية الشمال ، فقال لى انت تيجى وتقعد جانبى ناحية اليمين .
وقال لى أنا هاقولك على درس تقعد فاكره لغاية يوم موتك . وأوعى تنساه ، قولت انا حاضر يا سيدنا .
كويس انك كتبت الكشكول ده ، وعايزك تحتفظ به ، وعايزك تزود عليه تعهد الكاهن الجديد .
- كل ما حد من شعب الكنيسة يضايقك ويتعبك ، وتشعر أنك صاحب سلطان ويجب انك ترد عليه ، ويجب انك توقفه عند حده ،
ادخل مخدعك وأقرأ هذا الكشكول اللى انت بتقول فيه ( انا غير المستحق ) .
- أوعى فى يوم من أيام كهنوتك تشعر انك مستحق لأى تكريم أو مستحق لأى حق .
- عايزك تعيش بشعور عدم الإستحقاق ويبقى ملازم ليك حتى يوم موتك وخروجك من هذا العالم .
- عايزك لا تنتظر مكافئة و لا حاجة من أى حد من الناس .
- عايزك تتعامل مع الناس على إنهم أولاد سيدِك يعنى انت الخدام بتاعهم .
- عايزك لما تدخل بيت واحد من شعبك ، تدخل أعمى وتطلع منه أبكم . كل ما رأيته وسمعته فى هذا البيت بُقك ما ينطقش بكلمة واحدة .
- عايزك تهتم بجزئية التعليم ، وتعلم فى كل الأوقات ، فى الرحلات ، فى الإجتماعات ، فى زيارة البيوت ، فى الإعترافات ، فى وقت حل مشكلة .
- وانت بتتعامل مع الناس لا تفكر فى خلاصهم وبس وبعدين تضيع نفسك ، كده كأنك حصّاد بلا أجرة .
- عايزك فى كل يوم جديد ربنا يديهولك تعمل حاجة لخلاص نفسك ، وتعمل حاجة لخلاص الناس .
- عايزك كل يوم وانت بتصلى باكر فى مخدعك فى بيتك تقرأ تعهد الكاهن الجديد ، علشان تفضل كاهن جديد وكلك تبقى جديد .
- وقاللى خاللى بالك انت هاتتعب كتير فى بداية خدمتك فى الكنيسة دى ، انا هاسلمك كنيسة حوائط وجدران وبس أما الباقى هو ده شغلك ، بس خاللى بالك أوعى تشتغل لوحدك ... شغل ربنا معاكِ ... وشغل الناس معاك ، وماتخافش انا معاك ومش هاسيبك ، مهما مايحصل مش عايزك تفقد سلامك ابداً ... ولا تأخذ سلامك من أفواه الناس .
وقاللى الملابس السودا والتونية محطوطين فين ؟ قولتله نيافتك امبارح فى صلاة العشية نيافتك حطتهم على المذبح .
بعدها قاللى وروح دلوقتى حط الكشكول ده معاهم . وروح صلى مزامير باكر كاملة قبل ما الكنيسة تزدحم وكان الشعب ابتدأ يتوافد على الكنيسة .
- هذه ذكريات ليلة واحدة وهى قبل نوال نعمة الكهنوت بليلة واحدة ، فماذا عن ١٢٧٧٥ وهى عدد ليالى ٣٥ سنة .
- الله قادر ان يستخدم هذه الدقائق والساعات والأيام والأسابيع والشهور والسنين لمجد اسمه القدوس .
- ويستخدم ضعفى فى بناء النفوس وإقتناصها من عدو الخــــــــــير لتكون للمسيح كل حين إلى ان ننطلق من هذا العالم الفانى وتنتهى غربتنا ونكون معه كل حينٍ فى السموات