نسر يصطاد سمكة🍃
تقدم إلى أبونا شاب يعترف،
اتسم بالطهارة والعفة. زارته أسرة من بلده
ليقيموا عنده أسبوعاً بالإسكندرية.
قال لي أنه مضطر أن يذهب إلى أماكن معثرة، لكنه لم يتعثر قط و لا جذبته المناظر التي تفسد حياة شباب كثيرين.
بعد فترة طويلة جاء يصرخ أن ما قد رآه منذ سنوات صار يتراقص في مخيلته و يفسد عفته وطهارته.
أدركت مدي خطورة التهاون مع الخطية
و عدم إدراك ثقلها
الحقيقي على النفس. تذكرت القصة التالية:
في كبرياء شديد
كان النسر يطير على مسافات بعيدة من سطح البحر.
و بعينيه الحاذقتين يلمح سمكة تصعد إلي سطح البحر، في لمح البصر ينزل إلى السطح و يلتقط السمكة منقاره الحاد ليطير و يأكلها.
لمح النسر سمكة و بسرعة فائقة انقض عليها منقاره
و بكل قوته طار،
لكنه في هذه المرة لم يستطع أن يصمد فالسمكة كبيرة للغاية،
و وزنها ثقيل.
أدرك أنه غير قادر على حركتها الشديدة و مقاومتها له. و قد غرس منقاره في لحمها. حاول بكل قوته أن يغرس منقاره أكثر فأكثر حتى لا تفلت منه.
و أخيراَ إذ شعر بالفشل نزل بها إلى سطح البحر لتصير في الماء و ينهش جزء من لحمها.
أسرعت السمكة في السباحة و نزلت نحو الأعماق، و لم يكن أمام النسر مفراً إلا أن ينتزع منقاره من لحمها،
لكن منقاره كان قد انغرس جداً و لم يكن ممكناً أن ينتزعه. هبطت السمكة إلى أعماق كبيرة فغرق النسر ومات.
"لنطرح كل ثقل والخطية المحيطة بنا بسهولة، ولنحاضر بالصبر
في الجهاد الموضوع أمامنا". (عب 12 : 1)