1 ـ حاول أن تخاف الله . على الأقل كما تخاف الناس .
الشيء الذي تخاف أن تعلمه أمام الناس . لا تعلمه أمام الله .
والفكر الذي تخاف أن يعرفه الناس أو تخاف أن ينكشف عندما تفيق من التحذير ، هيا لا تفكر فيه أمام الله الذي يقرأ كل أفكارك ويفحصها .
وأعلم أن كل أفكارك ستنشف أمام الخليقة كلها في اليوم الأخير ، إلا التي تبت عنها ومحيت .
والخطايا الخفية التي تخجل من ارتكابها أمام الناس ، فتعلمها في الظلام ، حاول أن تخجل منها أمام الله الذي يراها . لتكن لله هيبة تجعلك تستحي منه ومن ارتكاب الخطية أمامه . أتخاف الناس ،
ولا تخاف الله الذي خلق هؤلاء الناس من تراب . لهذا اسلك أمام الله في استيحاء . واعرف أنه ينظرك ويسمعك في وكل ما تفعله . كذلك احتفظ بهيبة كل ما يتعلق بالله وكل ما يخصه .
قف في صلاتك بكل توقير وخشوع لكي تدخل مخافة الله في قلبك ... وتذكر أنك تقف باحترام أمام رؤسائك .
فكيف لا تكون كذلك أمام الله أيضاً أعط هيبة لكتاب الله : فلا تضع شيئاً فوقة ولا تطالعه بغير احترام . وتذكر أن الشماس يصيح في الكنيسة قائلاً " قفوا بخوف من الله وانصتوا لسماع الإنجيل المقدس " .
وإن كنت تهاب كلام الله ، فسوف تهاب الله نفسه .
استح من ملائكة الله القديسين الذين حولك ، يرونك ويسمعونك . واعرف أن أخطاءك البشعة تفصلك عن عشرة الملائكة فينصرون عنك ، ويتركونك إلى اعدائك المحاربين لك . وعليك أن تخاف من هذا جداً . كذلك استح من أرواح القديسين الذين يرونك في الخطية ، هو وارواح معارفك ، وأصدقائك بل واعدائك الذين انتقلوا .
اسلك في مخافة الله لتصل إلى محبته . وتذكر قول الرسول " احبوا الأخوة ... خافوا الله " ( 1بط2 : 17 ) . وقول الملاك في سفر الرؤيا " خافوا الله واعطوه مجداً " ( رؤ14 : 7 ) .
واعلم أن مخافة الله موجودة في العهد الجديد ... كما في العهد القديم ومحبة الله موجودة في العهد الجديد
من كتاب معام الطريق الروحي لقداسة البابا شنودة الثالث