السلام للصليب الذي عليه دفع المسيح ثمن كل خطايانا.
السلام للصليب المحيي الذي به زالت اللعنة وقبلنا الحياة الأبدية.
السلام للصليب رمز المجد والنصرة على الخطية والعالم والجسد وكل قوات الظلمة.
إذًا جيد لنا جدًا أن نمجد الصليب وإشارة الصليب، فهو محور كل طقس وبداية ونهاية كل تقديس، سر القوة المتدفقة في كل سر، والنعمة الحالة على كل نفس.
فلنحب صليب ربنا يسوع المسيح الذي به صار لنا الفداء والدخول إلى شركة الآلام لكي نحيا له بالحب، وحمل الصليب هو علامة التلمذة الحقيقية بحفظ الوصية، واحتمال المشقة والتجارب ونحن نسير على درب الصليب وقبول الإهانات بشكر، وجحد الذات والخدمة والبذل بتقديم ذواتنا ذبيحة حب، على مذبح الحب الإلهي تتقد بنار محبة الله يشتمها الرب رائحة رضى عن العالم.
ليشرق المسيح بالحب في أعماقنا. وليضئ بالحكمة في عقولنا وليكن فينا فكر المسيح حتى نتصالح مع الصليب كما قال معلمنا بولس الرسول: "فليكن فيكم هذا الفكر الذي في المسيح يسوع أيضًا الذي إذ كان في صورة الله لم يحسب خُلسة أن يكون معادلًا لله. لكنه أخلى نفسه أخذًا صورة عبد صائرًا في شبه الناس. وإذ وجد في الهيئة كإنسان وضع نفسه وأطاع حتى الموت موت الصليب." (فى2: 5-8).
فإن كان لنا فكر المسيح هكذا نكون فعلًا في مصالحة مع الصليب: "وضع نفسه"... "وأطاع حتى الموت موت الصليب".
وحينما نحاول أن نعيش حسب وصايا المسيح، قبل أن يكون لنا " فكر المسيح" (1كو2: 16) من جهة المصالحة مع الصليب وطاعة المسير في الدرب المؤدى إليه، نخفق بشدة، ويتزيف لنا التعليم المسيحي كله، فنصير معلمين كذبة ومتعلمين لأكاذيب.
لأن معرفة الإنجيل ووصايا يسوع لإنسان ليس له "فكر المسيح من جهة الصليب، تصبح كلها معرفة للافتخار والمجد والدينونة.
أما الذي له "فكر المسيح"، "وقد وضع ذاته فعلًا وأطاع مصممًا على المسير في درب الصليب حتى الموت، فلمثل هذا تصير معرفة الإنجيل لا لدينونة آخرين، ولا لتمجيد الذات أو الافتخار بالمعرفة، ولكن لقيادة الآخرين إلى "فكر المسيح" عينه وللمصالحة مع الصليب.
فيصير الصليب سبب فرح لنا، وننال به قوة للخلاص وحياة للمجد الأبدي.
الأنبا ياكوبوس