إلهي الطيب ، كثيراً ما أزعجك بكلمة
"لماذا يارب" ،
ليس لأني متذمر ، ولكن لأني لا أفهمك ، فأنت تتعامل معي ، بطرق تبدو أمامي ، صعبة ، وقاسية ، وليس لها مبرر ، ولكن في نهايتها ، أكتشف فيها حبك و جمالك ،
فكثيرا ما أتخيل أنك تعاقبني ، ولست أدري أنك تؤهلني للمجد ، لقد رأيتك تقسّي قلبك علي يوسف ، كم ظلمته ، كم تركته ، كم نسيته ، ولم أفهم أبداً ، أنك تعده للمجد ، فصار الرجل الثاني في مصر، الذي يتحكم في مصير العالم ،
قد رأيتك تحرم راعوث من زوجها ، فصيرتها أرملة في ريعان شبابها ، ولم أدرك ابداً ، أنك تهيئها للكرامة ، فتأتي أنت من نسلها ، وتصير جدتك الكبيرة ،
قد رأيتك تبلي بولس ، بشوكة في جسده ، ولم تستجب لصلاته ، فعاش حياته نازفاً متألماً ، ولم أتصور ابداً، أنك ترتب له أروع مفاجأة ، أن يعاين مجد السماء الثالثة ،
آه يارب ، لعلني الان ادركت ، مغزي كلمتك لبطرس ، أنت ستفهم فيما بعد ..
† صديقي الغالي ، ما أجمل أن تترك الله يهيئ طريقك ، ويرسم حياتك ، فهو وحده ، إله خلاصك ، الذي به توجد ، وبه تتحرك ، وبه تحيا..
† أشكره كثيراً ، علي ما قد عمله ، وعلي ما لا يعمله ، وأيضا علي ما سوف يعمله .