العذراء
كانت العذراء، أول شخص يصغي إلى كلام الربّ ويتأمل بعجائبه
فكانت الأرض الصالحة، التي حفظت الكلمة بقلب جيّد، فأعطت مئة. وهل من عطاء أكبر من تجسّد الله؟
لذلك فهي ترمز إلى الإصغاء؛ إذ كانت تصغي لكلمة الربّ
وتردّد مع صموئيل: "تكلّم يا ربّ، فإنّ عبدك يسمع" ( 1 صمو 3:10)
وكلّ مرّة يصغي إنسان إلى كلام الله ويتأمل فيه، ويتمّم إرادة الله، يتمّ ميلاد الله في حياته.
وترمز إلى حياة التأمل ، فهي كانت تحفظ كلام الله في قلبها وتعمل به.
والى انتظار البشرية للخلاص. يقول القدّيس أفرام السرياني:
" ما أفسدته حوّاء بتمردّها، أصلحته العذراء بطاعتها".
وترمز أيضاً إلى التواضع : يقول الأنبا سلوان :
" إنّ النفس المتواضعة تشبه بيتاً جميلاً في وسط حديقة جميلة جداً
لا يستطيع الله إلاّ أن يسكنها، لأنّها تغريه بتواضعها".
وترمز أيضاً إلى: حين يلتقي التواضع مع الإصغاء يتمّ ميلاد الله.
قال القدّيس إسحاق السرياني:
" عندما أراد الله أن يتجسّد، لم يجد رداءاً يرتديه أجمل من التواضع".
لقد جعل الله المرأة، أمّاً لابنه يسوع المسيح المتجسّد.
ومن دمها، دم الإله المتجسّد والمُرَاق لأجل خلاص البشر.
وما سعت إليه حوّاء بكبريائها- أن تصبح مثل الله- حقّقته العذراء لها ولكلّ أبنائها البشر.
القدّيس يوسف
رمز القدّيس يوسف إلى الطاعة الواعية والصامتة
ويرمز إلى تتميم إرادة الله بصمت. فهو لم يتمرّد لم يتذمّر.
واستطاع أن يحمي الله المتجسّد بيسوع المسيح، بصمته المصلّي.
وتصرّف كما أمره الملاك بدون جدال. وهو يرمز إلى الإنسان المترقّب لعلامات الله في حياته،
دون أن يرفضها أو يتهرّب منها، حتى لو يفهمها.
كذلك حين شكّ يوسف في قلبه وخاف، لم يتردّد أن يأخذ مريم، كما أمره الملاك
مخضعاً منطقه لنعمة الله وعمله. فهل من إيمان أكبر ؟
إنّه بنى بيته على صخر الإيمان، فلم تحطّمه سيول الشكّ
" فكلّ من سمع أقوالي هذه وعمل بها يُشبه رجلاً عاقلاً بنى بيته على الصخر
فهطل المطر، وجاءت السيول، وعصفت الرياح، وانقضّت على ذلك البيت فلم يسقط لأنّ أساسه ثابتٌ على الصخر"
( متى 7: 24-25 )
كم جدير بنا أن نتمثّل بمن ربّى الله بالجسد في بيته، وشاركه في قليله، فأشركه الله في كثيره.
كلّنا مدعوون للتشبّه بالقدّيس يوسف.