السيدة العذراء مريم مثال طاعة الإيمان:
+ الطّاعة في الإيمان هي الخضوع الحرّ للكلمة المسموعة، لأن حقيقتها في كفالة الله الذي هو الحقيقة ذاتها.
إبراهيم هو نموذج هذه الطاعة الذي يقدّمه لنا الكتاب المقدّس. والبتول مريم هي تحقيق هذه الطاعة الأشدّ كمالاً.
مريم العذراء تُحقّق طاعة الإيمان على أكمل وجه ففي الإيمان تقبّلت مريم البشارة والوعد من الملاك جبرائيل، مُعتقدة أن"ليس أمر غير ممكن لدى الله" (لو 1: 37)،
ومُعلنة رضاها:"أنا أمة الرّب فليكن لي بحسب قولك" (لو 1: 38).
وأليصابات سلّمت عليها قائلة: "طوبى للتي آمنت بأنّه سيتمّ ما قيل لها من قبل الرّب" ( لو 1: 45) ومن أجل هذا الإيمان تطوّبها جميع الأجيال.
" الخليقة تتلاشى بدون الخالق". ولهذا فالمؤمنون يستشعرون في ذواتهم محبّة المسيح تحضّهم على أن يحملوا نور الله الحيّ الى الذين يجهلونه أو يرفضونه.
- عندما بُشّرت مريم بأنّها ستلد"ابن الله العليّ" من غير أن تعرف رجلاً، بقوّة الروح القدس، أجابت "بطاعة الإيمان" (رو 1 : 5) موقنة بأن"لا شيء مستحيل عند الله": "أنا أمة الرّب، فليكن ليس بحسب قولك"(لو 1: 37- 38). وهكذا بإذعان مريم لكلام الله أصبحت أمّاً ليسوع، وإذ اعتنقت بكلّ رضى، وبمعزل عن كلّ عائق ، الإرادة الإلهيّة الخلاصيّة، بذلت ذاتها كليّاً لشخص ابنها وعمله، لتخدم سرّ الفداء، بنعمة الله.
" لقد صارت بطاعتها- على حدّ قول القديس إيريناوس- علّة خلاصن لها هي نفسها وللجنس البشريّ كلّه".
ومعه يقول كثيرون من الآباء الأقدمين: "إنّ العقدة التي نجمت عن معصية حوّاء قد انحلّت بطاعة مريم؛ وما عقدته حوّاء العذراء بعدم إيمانها، حلّته العذراء مريم بإيمانها".
وبمقارنتهم مريم بحوّاء، يدعون مريم "أمّ الأحياء"، وكثيراً ما يُعلنون: "بحوّاء كان الموت، وبمريم كانت الحياة".