† الصليب الرابع غير المنظور على الجلجثة
تحلت العذراء مريم بفضائل لا حصر لها ... الطهارة والقداسة ... والاحتمال ... وروح الخدمة الباذلة فى حياتها على الأرض وحتى الآن بشفاعتها من أجل مغفرة خطايانا وتعضيد الضعفاء وشفاء المرضى ... وفضيلة الصمت.
ولعل من أصعب المواقف التى تعرضت لها السيدة العذراء هى رؤية إبنها ومخلصها يسوع المسيح وهو يجلد ويهان ويصلب على خشبة الصليب ... وهو البريء بل هو البراءة نفسها ... لا بد أن هناك مشاعر كثيرة مختلطة فى هذه اللحظات القاسية ... مشاعر الحزن والألم الذى يعتصرها من أجل ألم إبنها ... وفى نفس الوقت هى الوحيدة التى تعلم أن إبنها إنما جاء من أجل هذه اللحظة ...
فهى تتألم ... وفى نفس الوقت تعضد وتقوى إبنها على تحمل هذه الآلام من أجل محبته للبشرية ومن أجل قضية الفداء ...
يالها من أم فريدة ... . لم نجد فى التاريخ أما تعرضت لهذا الموقف ... وقامت بهذا الدور ...
طوباك يا عذراء ياأعظم أم ... لأنك استحققت أن تكونى أم الله ... أم المخلص.
حقا لقد حملت صليبا فريدا ... إنه صليب رابع غير منظور على جبل الجلجثة.