الله كما أختبرته الكنيسة "صانع الخيرات".
لهذا فهي لا تكف عن أن تعلم أولادها في كل مناسبة، في أفراح أو أحزان، في صلوات جماعية أو صلوات خاصة أن يصلوا إلى أبيهم قائلين:
"فلنشكر الله صانع الخيرات".
الله صانع خيرات، إذ خلقني على صورته ومثاله، أوجد العالم وما فيه من أجلي، ولم يدعني معوزاً شيئاً من أعمال كرامته وفتح لي الفردوس لأتنعم.
الله صانع خيرات، إذ وهبني وصية، هي في حقيقتها بركة من الرب نحوي، لأني بدونه ليس لي وجود.
الله صانع خيرات، إذ أحبني فصرت أسير محبته، لذلك سمح لي بالوصية كعهد ميثاق أعبر فيه عن حبي له كما أحبني هو أولاً.
الله صانع خيرات، إذ كشف عصياني وكبريائي عليه أعماق حبه لي.
ماذا فعلت بي الخطيئة؟؟؟
الخطيئة الاولى، بل وكل خطيئة، تتركز في أمر واحد هو أن يستقل الإنسان عن الله ليكون لذاته كياناً خاصاً.
رأى الإنسان في لحظات ضعفه، أن يتحرر من أبوة أبيه السماوي، وأن يهرب من لجة محبة الله.
لأنه في ظلمته الذاتية لا يطيق أن يعاين النور، و في بغضه لا يقدر أن يفهم الحب.
أقول أن الإنسان في عصيانه على الله ورغبته في الاستقلال عن مصدر سعادته وشبعه وحياته.
سقط تحت نير الخطية، ونال العقوبة.
هي في الحقيقة ليست عقوبة من قبل الله، لأن الله حب ويحب الانسان حتى في لحظات ضعفه.
إنما هي ثمرة طبيعية ذاقها الإنسان بقبوله للخطية.
فالخطية التي اختارها الإنسان، قدمت له ما عندها وهو:
١. حرمان: حرمان من السلام والفرح والخير، حرمان من الفردوس، وحرمان من الشبع حتى من البركات الأرضية.
٢. ظلم: الخطية خاطئة، لا تعرف لها قانون إلا قانون الظلم وعدم العدالة.
٣. الموت: الخطية هي إنفصال عن الله مصدر الحياة.
القديس يوحنا الذهبي الفم