يقول القديس “چيروم”: ( صور يونان قيامة ربنا بعبوره في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال ليهبنا الغيرة الأولى لنوال حلول الروح فينا )
– (أظهر الرب غضبه حين كان يونان في السفينة وأظهر فرحه حين دخل إلى الموت معللاً ذلك بأنه يمثل السيد المسيح الذي أمات الموت بموته حقاً، ولكن ظهر يونان كضحية للموت ويبتلعه
الجحيم، لكن لم يستطع أن يحتمله في داخله أكثر من ثلاثة أيام وثلاث ليال بل قذفه من جوفه).
– يقول القديس “إيريناؤس” أسقف ليون: ( لقد سمح الله بأن يبتلع يونان بواسطة حوت كبير، لا لكي يتوارى ويهلك تماماً؛ ولكن لكي بعد أن يطرحه الحوت يكون أكثر خضوعاً لله، ولكي يمجد بالأكثر ذاك أيضاً الذي أعطاه خلاصاً غير منتظر ولا متوقع، وكان ذلك أيضاً لكي يقود أهل نينوي إلى توبة مكينة ، فيرجع هؤلاء إلى الرب الذي سينقذهم من موت وشيك الوقوع بعد أن ارتعبوا بعد من الآية التي تمت في يونان).
– يقول أيضاً ( لقد شاء الله أن الإنسان إذ ينال الخلاص غير المرتجى ويقوم من الأموات، يمجد الله ويردد كلمة يونان النبوية “دعوت الرب من ضيقي فاستجابني، صرخت من جوف الهاوية فسمعت صوتي” فقد شاء الله أن يظل الإنسان دائماً أميناً في تمجيده، مقدماً له الشكر على الدوام بلا انقطاع من أجل الخلاص الذي ناله منه، حتي لا يفتخر كل ذي جسد أمام الرب)
– يقول القديس “چيروم”: (إن كان يونان يشبه المسيح في مدة بقائه في بطن الحوت ثلاثة أيام وثلاث ليال، فصلاته تعتبر أيضاً نموذجاً مسبقاً لصلاة الرب، إنه بالإيمان حفظ يونان في بطن الحوت كما حفظ الثلاثة فتية، وكما عبر الشعب قديماً في البحر على أرض يابسة، والماء حولهم كسور من يمين ويسار، فلم يشك يونان قط في الرحمة الإلهية بل اتجه بكل كيانه إلى الصلاة، فأتاه بالمعونة حقاً في ضيقته، إنه لم يقل: “أصرخ” بصيغة المستقبل، بل قال: “صرخت” بروح الشكر لما هو فيه )
– ويقول أيضاً ( كان عقاب الحوت ليونان تقويماً أكثر من تعنيفاً، وهو لم يكن بعد بحاجة إلى أمر آخر ، لذا حين كلمه الله أيضاً، قام وذهب إلى مدينة نينوي).
– يقول القديس كيرلس الأورشليمي: (يونان في بطن الحوت كرمز للقيامة)
– يقول البابا شنوده الثالث: ( كان يونان في بطن الحوت ثلاثة أيام سليماً لا يقوى عليه الحوت، كما كان المسيح في القبر سليماً لا يقوى عليه الموت).
– يقول القديس يوحنا ذهبي الفم: “صام أهل نينوي واقتنوا محبة الله، أما اليهود فصاموا ولم ينتفعوا شيئاً بل بالحرى نالوا لوماً”.
– ويقول أيضاً ذهبي الفم: “التوبة لا تحتاج لزمان طويل بل لتغير قلوب”. –
ـــ ويقول أيضاً: “حين توجد مخافة الرب فلا حاجة إلى كثرة الأيام ولا إلى تدخل الزمان”.
– يقول القديس چيروم: “تمارس نينوي التوبة بينما يهلك إسرائيل في جحود”.
– ويقول أيضاً: “الصوم والمسوح هم أسلحة التوبة ومعين للخطاة، الصوم أولاً ثم المسوح، الأول يشير إلى ماهو غير منظور، والثاني إلى ما هو منظور”.
– ويقول أيضاً: “التوبة ترتبط بالمسوح والصوم، حتى إن البطن الفارغة وملابس الحزن تترجى الرب بقدر أكبر من الصلاة”.
– طبقاً لأقوال الآباء التي ذكرنا بعض منها، كان يونان رمزاً للسيد المسيح الذي مات ودفن في قبر ثم قام حياً منتصراً بعد ثلاثة أيام.
– كان الحوت عقاباً ليونان عما فعله من هروب من الخدمة التي اختاره الله لها .