عندما تواجه، أو تتذكر عدوك، يجب ألا تقول: "فعل بي هذا وهذا"، أو: "قال بحقي هذا"، لأنك بهذا ستشعل غضبك وستزيد شعلة غيظك أكثر.
انس كل الأشياء المحزنة التي سببها لك أو سمعتها منه، وعندما تخطر على بالك من دون إرادتك، اعتبرها من الشيطان لا من قريبك، تذكر فقط الخير الذي فعله بك مرة، أو ما قاله لك.
بهذه الطريقة، ستمحو العداوة التي تفصلكما بسرعة، وإن لزم الأمر أن تدعوه للنقاش والاستفسار، فاطرد أولا الغضب من قلبك وبعد ذلك ابدأ بالتكلم معه، لأنك إن كنت غاضبا فإنك لن تستطيع أن تقول أو تسمع شيئا صحيحا. على العكس، إن كنت هادئا فلا أنت ستتفوه بكلام سيئ ولا ستسمع الآخرين بجيبونك بالإهانات.
كما ترى، لا تغيظنا مثل هذه الكلمات عادة بقدر ما تغيظنا الأفكار المسبقة عن العداوة التي نشعر بها نحو الآخر.
فكما أننا في الليل لا نعرف صديقنا حتى ولو كان بالقرب منا، أما في النهار فنعرفه حتى ولو رأيناه من بعيد، هكذا عندما نكون غاضبين من أحد، فإننا نقف أمامه ونسمعه بنية سيئة، لكن عندما نطرد الغضب من داخلنا حينئذ يبدو لنا شكله محببا وأقواله مفرحة
(*أقوال الحياة - القديس يوحنا الذهبي الفم*)