علينا أن نتعلّم بانتباه كبير ونُهيئ استقبالاً لائقاً للربّ المولود الجديد، الذي من أجلنا نحنُ البشر، ومن أجلِ خلاصنا نزل من السَّماء.
لقد وُلِدَ الإله الطفل في مغارة، ملفوفاً بالأقمطة مُضجعاً في مذود، المجدُ كُلّه من داخل.
ألقوا نظرة على أيقونة ميلاد المسيح.
إنَّ والدة الإله ويوسف الصدّيق جاثيان وبينهما الطفل السرمديّ.
الرُعاة والمجوس مُجتمعون.
أعيُن الجميع تشخص فيه، وفيه يتوارون جميعاً، وفيهِ يستريحون جميعاً.
هكذا أنتم أيضاً زيّنوا أنفسكم من الداخل.
اخرجوا إلى لقاء الربّ مع الرعاة بتوقكم إلى الخلاص.
اخرجوا إليه مع يوسف ووالدة الإله بالركون إلى قُرباه، ومع المجوس بالمسير في خُطاه عن رضى، ومع الملائكة بالتمجيد والشكران.
سيأتي المُخلص ويجلب الخلاص.
أذكوا فيكم الشوق إلى الخلاص.
أسرعوا الآن بكدّ واجتهاد أكبر إلى إضرام هذه الرغبة في نفوسكم.
إنَّهُ ليس هناك اسم تحت السَّماء غير المسيح الربّ المولود حديثاً ننال به الخلاص.
إذ ذاك تصبو روحنا إلى المسيح كما يشتاق الأيل إلى ينابيع المياه.
هذا سيدل على خروجكم إلى لقاء الربّ واستقباله برغبة صادقة كالأرض العطشى إلى المطر.
المُخلص آتٍ، جالباً هبة الخلاص.
اقبلوا من كلّ قلوبكم منحته هذه، أعني إحلال الخلاص في الأرض.
اقبلوها بكاملها جملةً وتفصيلاً، غير رافضين منها شيئاً ولا مُختلقين أعذاراً.
لقد سبق والتزمتم عمل الإتمام الدقيق لِكُلّ ما يُفيد الخلاص، لا تَهُن قواكم.
لقد نهضَ المجوس للحال رغم غموض العلامة الظاهرة في السَّماء، وذهبوا يبحثون عن المُشار إليه حتى وجدوه.
وأنتم لن يخزى رجاءكم، ولو لم تلمسوا نجاحات منظورة في بحثكم، لكن سيأتي وقت ترون الثمار، بل الخلاص نفسه مُشعاً في قلوبكم.
سيأتي المُخلص ويجلب الخلاص، المُخلص الكُلّيّ القدرة والمُشتهى فوق كُلّ اشتهاء.
كونوا في سلام من جهة خلاصكم به، وبه وحده، لا تطلبوا سواه.
القديس ثيوفان الناسك