من الجلي أن عدم الإيمان هو من ذرية القلب الشرير.
فالقلب النقي الخالي من المكر يجد الله في كل مكان، ويظهره في كل مكان، ويؤمن دوماً وبدون تردد بوجوده.
عندما ينظر الرجل صاحب القلب النقي إلى عالم الطبيعة، أي إلى السماء والأرض والبحر وكل ما فيها، وعندما يلاحظ الأنظمة التي تتألف منها:
الكثرة اللامتناهية من نجوم السماء والعديد الذي لا يحصى من الطيور وكل نوع من الحيوان على الأرض وتنوع النباتات عليها ووفرة السمك في البحر، فهو يندهش وتلقائياً يهتف مع النبي:
"ما أعظم أعمالك يا رب، كلها بحكمة صنعت".
هذا الإنسان، مدفوعاً من قلبه النقي، يكتشف الله أيضاً في عالم النعمة في الكنيسة، هذا العالم الذي أقصي عنه رجل الشر.
يؤمن رجل القلب النقي بالكنيسة ويقدّر النظام الروحي، ويجد الله في الأسرار، وفي قمم اللاهوت، وفي نور الإعلانات الإلهية، في حقائق التعليم، في وصايا الناموس، في إنجازات القديسين، في العمل الصالح، في كل عطية كاملة، وبالإجمال في كل الخليقة.
لقد قال السيد عن حق في تطويباته عن أصحاب نقاوة القلب:
"طوبى لأنقياء القلوب لأنهم لله يعاينون".
القديس نكتاريوس العجائبي