يكفينا لكي نخلص، يا أخوتي، أن نتأمل دائماً، وبصورة جديّة، بالموت، وأنه متى أتت الساعة فلن يكون للواحد منا رفيق غير أعماله.
وعندما يسرع الملائكة إلينا فيا لشقاء النفس.
إذ ذاك، إذا كانت غير مستعدّة، سوف نتوسل بدموع لتعطى لنا فرصة أخرى ولو قصيرة، وسيقال لنا:
"ماذا فعلت خلال كل هذا الزمان؟ كيف أضعته؟
ويل لي أي مخاوف تقبض على نفسي وكيف أرتجف متى دعيت لأقدم حساباً دقيقاً قاطعاً عما فعلت؟
ألم تسمعوا بما أُعلن للقدّيس سمعان العامودي في رؤيا:
"متى خرجت النفس من البدن وأخذت طريقها إلى السماء تلتقيها قوات من الأبالسة، كل في فرقته.
فكوكبة من شياطين العجرفة تتصدى لها وتتحسّسها من كل صوب لترى إن كان للنفس أعمال من أعمالها.
وكوكبة من الأرواح المفترية تلتقيها فتتصفّحها لترى إن كانت قد تكلمت بافتراء ولم تتب.
وأيضاً تنتظرها، في موضع أعلى، شياطين الزنى فيفتشون عما بثّوه في تلك النفس علهم يجدونه.
وفيما تساق النفس الشقية لتقدم الحساب في طريقها من الأرض إلى السماء، يقف الملائكة جانباً ولا يعينون.
فقط فضائل النفس، إذ ذاك، تعين.
عن سيرة القديس يوحنا الرحيم