عندما يكف القلب ،
عندما يصمت العالم باسرة..
ويبطل ضجيجة فى نفسى.
أسمع أصواتا عذبة، آتية من
اللامكان ويتحول كيانى كله إلى
أذان تصغى . فى هذه اللحظات،
لست أتأكد من وجودى.
بل أتأكد فقط من وجود الكائن .
تتحول المادة إلى أطياف غاربة..
وتصير الأبدية حقيقية ملموسة.
عندما تبهت كل صور العالم، وتزول
تماماً من خيالى. تشرق فى داخلى..
مناظر عجيبة أراها بعين القلب .
مناظر بلا حدود ولا الوان..
لأنها لا مادية، بل هى أشياء من طراز آخر
فائقة الجمال لأنها الجمال بذاته..
الجمال المطلق.
إنها مناظر لخصوبة الروح وحياتها.
عندما يتلاشى منى كل فكر مادى،
وأتوقف عن المقاييس الحسية
ينساب فى النفس فكر واحد.
يستولى على كل ما فىَّ ،
لذة وسهولة تندهش نفسى لباسطته ،
ولكنه يحل كل التعقيدات البشرية .
كل حيرة إنسانية لاتكون
إذ تذوب أمامه..
لانه الحق المطلق، والحكمة الإلهية،
التى تسرى فى النفوس الهادئة .
عندما يكف القلب عن مشاعر العالم.
ويزول منه الإحساس بالمادة الكثيفة.
يدق قلبى بأرق عاطفة..
عاطفة لا يعبر عنها إنها عاطفة
الروح الخالدة…
وتنطلق الروح فى أجواء رائعة غريبة..
كأنها خارجة من سجن مظلم ،
وتعيش فى رحابة الانطلاق
كأنها فى فردوس الله.
✠ تأملات راهب في البرية ✠
