كل من يتوكأ على عكاز الصلاة لا تزل قدماه.... وحتى إذا زلت فهو لن يقع تماما لأن الصلاة سند للسائر في طريق التقوى .
الصلاة هى أم كل الفضائل . فالصلاة تحفظ العفة وتربيها في حضنها تبطل
الغضب وتوبخ عليه . تمنع ميول الكبرياء والحسد ، تستدعى الروح
ليحل في النفس ، وتسمو بالنفس لترتفع إلى السماء .
العين الباكية هى جرن دائم لمعمودية التوبة والتجديد .
اسم يسوع سلاح ، لا يوجد سلاح أقوى منه في السماء وعلى الأرض .
الصلاة غذاء النفس واستنارة العقل وفأس يقطع اليأس وعلامة الرجاء
وتلاشى الغم .
أجتهد لترفع فكرك إلى فوق وبالحرى لتحبسه في كلمات الصلاة وإن
ضعف بسبب حداثته وترك الصلاة فأحده إليها من جديد ...
إن خادم الله هو الذي أثناء الصلاة يقرع بعقله السماوات ، فيما جسده
بين الناس ...
اجعل صلاتك بسيطة بالتمام ... لأن العشار والابن الضال قد تصالحا
مع الله بجملة واحدة .
إذا أحسست بحلاوة أو تخشع في لفظ من ألفاظ صلاتك فاثبت فيه
فإن ملاكنا الحارس يصلى معنا حينذاك ...
فاتحة الصلاة أن نطرد الهواجس الخاطرة لنا باستغاثة واحدة حال
ظهورها . ومنتصفها أن نحصر فكرنا في ألفاظ الصلاة ومعانيها أما كمالها
فهو اختطاف عقلنا في الرب ..
الصلاة جسر لاجتياز التجارب وسور فى وجه الأحزان ...
لا تقل بعد مداومتك طويلاً على الصلاة " أنى لم انتفع شيئاً " لأنك
قد انتفعت ، إذ أى خير يضاهى الأتصاق بالله ..
مَنْ يواصل عملاً يقوم به عندما يحين وقت الصلاة تخدعه الشياطين
، لأن غاية أولئك اللصوص هى أن يسرقوا منا ساعة بعد أخرى ...
نستدل على منفعة الصلاة من اتفاق الشياطين على إثارة العوائق لنا
فى أوقات الصلاة النظامية ...
هذا الشيطان يرصد الأوقات أكثر من غيرة لا سيما إذا لم نستطع أن
نصلى طالبـين المعونة ضده فيوافق الذين لم يقتنوا بعد صلاة قلبى
صادقـه فحينئذ تـنهـض الشياطين محاربتنا فاجر سريحا واستتر فى جهة
وارفع عينى قـلبك أن أمكنك وان لم يمكنك ذلك فارفع عينيك
الظاهرتـين واصلب يديك خلوا من تحريك لـتخزى بهذا الرسم (
الصليب ) عماليق وتقهره واهـتف إلى القادر أن يسلمك ليس بألفاظ
حكمه ولـكن بألفاظ ذليلة نسحقه مبتـدئا قـبل كل الوسائـل قائـلا
" ارحمنى يأرب فأنى ضعيف" وحينئذ تختبر قدرة العلى .
الصلاة فى جوهرها هى عشرة الإنسان مع الله والاتحاد به وأما فى
فعلها فهى دعم الكون ومصالحة الله .
الصلاة شغل الملائكة .. وقوت جميع الجسديين .. والفرح المنتظر .
لتكن طلبتك بسيطة كل البساطة وخالية من التكلف والتزويق لأن
العشار والابن الشاطر قد صالح الله بكلمة واحدة .
متى صليت من أجل آخر وسمعت صلاتك فلا ترتفع ، فإن إيمان ذاك
قد فعل وأيد .
الصلاة الدائمة هي رجوع العقل والقلب لله باستمرار .
الصلاة الدائمة تكون مصحوبة بالحرارة الداخلية (التى يسكبها الروح فيها ) .
الصلاة الدائمة هي قمة الصلاة التى يجب أن تصل أليها والهدف الذى يصبو
نحوه كل عمل من أعمال الروح . وهذا ما يجب ألا يغيب عن بالنا قط .
وبدون ذلك فإننا نتعب بلا فائدة فى عمل الصلاة .
الذي ينال هي (الصلاة الدائمة ) هو الذى يصير حقيقة رجل صلاة .
يجب أن نصنع هنا على الأرض ما تصنعه الملائكة والقديسين فى السماء ويجب أن نعتاد على الصلاة الملائكية حيث يكون القلب فى حضرة الله .
أن عمل الصلاة مرضى عند الله حين تتعمق فى كل كلمة من كلمات الصلاة وأن تدخل معنى كل كلمة إلى قلبك وهذا هو فهم ما تقوله وعندئذ تختبر ما تفهمه .
إن كثيرين يستخدمون كتاب الصلوات لسنين عديدة ولكنهم لم يدركوا صلاة القلب والسبب فى ذلك هو أن الوقت الوحيد الذى يرفعون فيه قلوبهم لله هو وقت ممارسه قانون الصلاة فى الصباح فقط . ويظنون أن علاقتهم بالله قد أكملت وأنهم قد أتموا واجباتهم ثم يقضون باقى وقتهم فى الأعمال الأخرى دون ان يرجعوا لله . وحين يأتى المساء يظنون انه جاء الوقت لكى يرجعوا إلى الله .
وحتى لو كان لهم تدبير حسن مع الله فى الصباح فأنه سوف يتبدد مع الأعمال المتعددة التى يمارسونها خلال اليوم وهذا هو السبب الذى يجعلهم بلا رغبة فى الصلاة وقت المساء لأنهم فقدوا ضبط النفس خلال اليوم وأصبحوا غير قادرين على الاعتياد ولو لفترة قصيرة للشركة مع الله ولهذا فإن الصلاة تعد سهله بالنسبة لهم .
وهذا هو الخطأ الشائع الذى يجب أن نصلح من شأنه ويجب على الإنسان أن يرجع إلى الله ليس فقط وقت الصلاة ولكن طوال اليوم على قدر الإمكان وبذلك يستطيع الإنسان أن يقدم ذبيحة دائمة غير متوقفة .
إن تذكار الله طوال اليوم سوف يحفظنا من الخطأ وسوف يقودنا ( تذكار الله الدائم ) بأن نهتم ألا نخطىء فى أى ظرف من ظروف حياتنا ضد الله .
بعد أن تنتهي من صلواتك ( الصباحية ) أجلس وعقلك مازال مستنيراً بالصلاة وابدأ بالتأمل فى أعمال الله وصفاته فى كل يوم خذ صفة معينة ، وفى اليوم التالى صفة أخرى وهكذا وعندئذ سوف تدخل فى اكتشاف خطة الله وأعماله الخالقة وبذلك سوف تتحرك قلوبنا ونفوسنا لمصدر الصلاة .
إن ثقل الأفكار العالمية والشهوات تحاول أن تجذب النفس وتجدرها لأسفل ولكن هذه التدريبات الثلاثة ( الصلاة القصيرة ـ وتمجيد الله ـ والتأمل فى أعمال الله وصفاته ) سوف تحاول أن تفصل النفس تدريجيا عن الأرضيات وشيئا فشيئاً سوف تفصلها نهائياً .
إذا جاهدت بشدة وبدون توقف عن الصلاة وبحماس دائم وبكل رجاء لكى تصل إلى أرض الموعد التى هى حرارة الروح فأنك بالتأكيد سوف تنال ما تطلبه .
إن التأمل في الإلهيات يولد خوف الله . وخوف الله هو إتمام فهم الكمال الغير محدود لأعمال الله وممكن أن ندرك ذلك خلال الفكر والشعور .
إن الصلاة ليست مظهراً نمارسه بعض الوقت فقط ولكنها حاله لا تنقطع لعمل الروح مثل التنفس ودقات القلب التى هى عمل لا ينقطع من أعمال الجسد .
من يصلى الصلاة الدائمة كمن يعمل فى حضرة إنسان عظيم ومهم فإنه سوف يعمل بخوف وإنتباة حتى لا يتعثر فى أى شىء حتى لو كان مصرحاً له به .
إنه من الصعب ومن المستحيل أيضا أن تنجح فى الصلاة إذا لم تجاهد نفس الوقت فى الفضائل الأخرى .
كم أن جزء ( ترس ) من الأجزاء الداخلية للساعة يجب أن يكون سليماً فى ذاته وفى علاقته بالتروس الأخرى هكذا فى النفس أيضاً فى أعمالنا وأهدافنا " يجب ان تكون سليمة " ولا تنحرف نحو اليمين أو اليسار بل تتجه نحو الله وعندئذ تصير أجزاء النفس مقدسة وكل عمل يصير سليماً وصحيحاً .
كيف تصلى وأنت بدون ضبط النفس إذا أصبت بالغضب أو الضيق أو عدم السلام مع أى أحد أو تشتت فكرك بسبب الهموم والإشغالات .
إذا اعتبرنا الصلاة مثل رائحة العطر فأن الروح مثل القارورة . ومن الواضح بل والمستحيل أن تضع العطر فى قارورة مملوءة بالثقوب هكذا يستحيل ان تقتنى الصلاة إذا أعوزك الفضائل الكثيرة .
إذا قارنا الصلاة بالفضائل الأخرى تظهر كأنها الملكة حيث تخدمها كل الوصيفات وتدعوها لكى تتبعها .
الجهاد الروحي والجسدي مثل الأوراق للشجرة والحب هو الأغصان والأيمان هو الساق ، والفضائل بمثابة الجذور للشجرة .
الصلاة مثل الوردة التى تفتحت التى تملأ هيكل النفس بالرائحة الذكية طوال
اليوم .
التدريبات الثلاثة لترديد الصلوات :
أولا : يجب ألا تبدأ فى الصلاة إلا بعد أن تهيىء نفسك للصلاة .
ثانيا : يجب ألا تتلو صلواتك بلا مبالاة بل تفعل ذلك بانتباه وإحساس .
ثالثا : يجب ألا ترجع إلى المشغوليات العادية للتو بعد الانتهاء من الصلاة .