+اعلم يا أخي أن كل أفكار اليأس هي محاربة من الشيطان. إنه يريدك أن تيأس من التوبة، سواء من إمكانيتها أو من قبولها، حتى تشعر أنه لا فائدة من الجهاد، فتستلم للخطية، وتستمر فيها وتهلك نفسك..
فلا تسمع للشيطان في شيء مما يقوله لك. وكلما تحاربك فكرة من أفكار اليأس، رد عليها بقول ميخا النبي:
لا تشمتي بي يا عدوتي، فإن إن سقطت أقوم (مي 7: .
وأعلم إن اليأس يقود إلي الاندماج في الخطية بالأكثر، فيتدرج الخاطئ من سيء إلي أسوأ. وربما في اليأس يحاربه الشيطان بأن يبعد عن أب اعترافه، وعن كل إرشاد روحي وعن الكنيسة كلها.. لكي ينفرد به بلا معونة!! إن حرب اليأس حورب بها الأنبياء والقديسون. فقال داود النبي:
كثيرون يقولون لنفسي: ليس له خلاص بإلهه (مز 3).
ولكنه يرد علي هذا فيقول "أنت يا رب هو ناصري، مجدي ورافع رأسي.."
إن داود لم ييأس من سقطته، بل بكي عليها وتاب. ورده الله إلي رتبته الأولي. بل كان الله يفعل خيرات كثيرة مع عديدين، وهو يقول "من أجل داود عبدي" (1مل 11: 32، 34، 36). فلا تيأس إذن، وتذكر الذين تابوا من قبل.
وإن كنت قد يئست من نفسك، فإن الله لم ييأس من خلاصك....لقد خلص كثيرين، وليست أنت أصعب منهم جميعًا. وحيث تعمل النعمة فلا مجال لليأس. تقدم إذن إلي التوبة بقلب شجاع، ولا تصغر نفسك.
2- يقول: كيف أتوب، وأنا عاجز تمامًا عن القيام من سقطتي؟
لا تخف. الله هو الذي سيحارب عنك. والحرب للرب (1 صم 17: 47). لا تهتم بمقاومتك ضعيفة أم قوية. فالله قادر أن يخلص بالكثير أو بالقليل.. إن الله أقوي من الشيطان الذي يحاربك، وسيطرده عنك. فلا تنظر إذن إلي قوتك، إنما إلي قوة الله.
[ من كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث ]