( كلمات منفعه لقداسه البابا شنوده الثالث عن الصلاه )
صلاة هى فتح القلب لله، لكي يتحدث معه المؤمن حديثا ممزوجا بالحب وبالصراحة. هى عرض النفس أمام الله.
الصلاة هى صلة، صلة بين الإنسان والله. فهي إذن ليست مجرد حديث، إنما قلب يتصل بقلب.
الصلاة هى شعور بالوجود في حضرة الله. هى شركة مع الروح القدس، والتصاق بالله..
الصلاة هى طعام الملائكة والروحيين، بها يتغذون ويذوقون الرب " ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب" (مز 34: .
الصلاة هى ارتواء نفس عطشانة إلى الله "اشتاقت نفسي إليك كما يشتاق الأيل إلى جداول المياه" (مز 42: 1)، " باسمك أرفع يدي فتشبع نفسي كما من شحم ودسم" (مز 63: 5).
الصلاة هى تسليم الحياة لله ليديرها بنفسه " لتكن مشيئتك".
الصلاة هى اعتراف بعدم كفاية جهدنا، وعدم كفاية ذكائنا، ولذلك نلتجئ إلى قوة أعلى منا ونجد فيها رعايتنا..
الصلاة هى إلغاء لاستقلالنا عن الله..
هى التقاء مع الله: نصعد إليه، وينزل إلينا..
هى تحويل النفس إلى سماء والى عرش الله..
ليست الصلاة فرضا ولا أمراً ولا مجرد وصية ولا مجرد تقوى وعبادة.. إنها رغبة وشوق.. وإلا كانت ثقيلة نمارسها بتغصب من أجل الطاعة!!
الصلاة ليست مجرد طلب. فقد يصلى الإنسان ولا يطلب شيئاً (اقرأ مقالاً آخر عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات).. إنما يتأمل جمال الله وصفاته المحببة إلى النفس.. هكذا صلاة التسبيح والتمجيد.. أسمى من الطلب..
لا يستطيع أن يتمتع بالصلاة كما ينبغي، من له طلب آخر غير الله وحده.
الصلاة هى موت كامل عن العالم، ونسيان كلى للذات، حيث لا يكون في الفكر سوى الله وحده..
الصلاة هى السلم الواصل بين السماء والأرض. هى جسر نعبر به إلى السماويات، حيث لا عالم هناك..
إنها مفتاح السماء..
إنها مجموعة من مشاعر، تتجسد في كلمات..
وقد توجد صلاة بلا كلام، بلا ألفاظ..
خفقة القلب صلاة.. ودمعة العين صلاة.. وإحساس النفس بوجود الله صلاة..
في ظل كل هذه المعاني، أتراك حقا تصلى..؟!