” إن كنتم قد قمتم مع المسيح فاطلبوا ما فوق .. اهتموا بما فوق لا بما على الأرض” (كو 3: 1،2)
الذين ذاقوا القيامة مع المسيح ، هؤلاء لهم صفات ولهم سلوك ولهم حياة خاصة تكشف أنهم فعلاً يحيون قيامة المسيح .
إن أردنا أن نقبل قيامة المسيح ونعيش فيها ، لابد أن يلتصق قلبنا جداً جداً بما هو فوق . لابد أن تخلو سيرتنا من أي شيء يكون ذكره مُعثراً وقبيحاً. لابد أن نتوبخ بشدة حتى ينكشف النور . لابد أن نكون قد متنا بالفعل عن العالم ومُلكه الفاني ، وختمنا وثيقة انضمامنا لمملكة المسيح ، واستعددنا لكل غرامة ، ونعيش فعلاً كأننا جُزنا الصليب والقبر ، حتى تبدأ حياتنا الجديدة مستترة في المسيح وقيامته . ويكون مركز حياتنا وتفكيرنا وحركتنا واهتمامنا وآمالنا هي القيامة التي نشتهي أن نعيشها منذ الآن : الحياة الأبدية .
وإن أردنا أن تكون القيامة هي مركز حياتنا يلزم أن نغير ذهننا ، ذهن العالم ، بخلعه خلعاً ، لنلبس فكر المسيح القائم ، حيث لا خوف ولا اهتمام ولا انقياد لمجاملات هذا العالم الكاذب ، ونعيش لحظة بلحظة منتصرين وأعظم من منتصرين .
أمين أيها الرب القائم من الأموات ، أرسل روح قيامتك ليحرك قلوبنا الغبية البطيئة في الفهم والإيمان لنقبل هذه الحياة الجديدة الغنية.
اقبل يا رب عهدنا أن نموت من أجلك كل النهار ، حتى نستحق أن حياتك تنمو وتزداد فينا بقوة وحكمة لا تُعاند.
من كتاب الإنجيل في واقع حياتنا للأب متى المسكين