وصايا الله
ماذا يريد الله من كل واحد منا؟ سؤال يجول في خاطرنا دوماً. فنحن المسيحيون هل نعرف الوصايا العشر المعطاة لموسى في العهد القديم أو الوصايا الجديدة التي أعطانا إياها المسيح على الأقل في عظته على الجبل؟ للأسف، الأكثرية لا يعرفون بل حتى هناك أناسٌ لا يعرفون الوصايا العشر، ولهذا يسقطون في خطايا كثيرة بسبب هذا الجهل، فنتعلل بعلل الخطايا ونقول أننا لا نعرف بأن هذا خطأ وأن المسيح حذّرنا منه.
البعض لا يعرف أن المسيح يمنعنا من الزنى أو الرشوة مثلاً، لأنها خطايا، أو أنه يطالبنا بمحبة الأعداء أو أنه يحذّرنا من اخطاء وضعفات الغنى الفاحش ومن إدانة الآخرين وأمور كثيرة.
كيف سيعيش هؤلاء مسيحياً، إذا كانوا لا يعرفون ما هي وصايا الله؟ أو كيف سيبتعدون عن الشر ويعملون الخير؟ بالتالي الأمر واضح جداً بأنّ الشرّ الكثير الموجود في العالم يعود في بعضِ أسبابه إلى جهل معرفة وصايا الله. بالتالي يصبح من الطبيعي أن يوجد سرّاقون وكذبة وقاتلو نفوس وأجساد، وفقدان للمحبة وللإخوّة وللسلام بين البشر.
جهل معرفة وصايا الله يعني فناء كل شيء، وللأسف وصلنا لهذه الحالة. ولكن من المسؤول عن ذلك؟
في البداية نحن المسؤولون لأننا لا نبحث لنعرف وصايا الله فلا نقرأ الإنجيل بتمعّن ولا نذهب للكنيسة قاصدين أن نسمع الإنجيل المقدس أو العظة لكي نستنير بما يريده الله منا. تصوّر مواطناً لا يعرف القانون المطلوب منه في بلده وكيف سيؤول به الأمر ليصير خارجاً عن القانون لأي تصرّف يقوم به بسبب جهله للقانون. وكذلك الأمر بالنسبة للجهل وصايا الله إذا تصرّفنا بشكل عشوائي بسبب جهلنا لها نصبح خارجين عن قانون الله ووصاياه.
لكن الأهل أيضاً مسؤولون لأنهم لا يعلّمون الأولاد وهم صغار وصايا الله، فعليهم أن يعلّموا أولادهم ما هو الخطأ وما هو الصواب، أن يرسلوهم إلى مدارس الأحد والكنيسة، أن يبتاعوا لهم كتباً ومجلات مسيحية وأن يفعلوا كل شيء ممكن حتى يصرخ المسيحيُّ قائلاً: هذه تعلمتها منذ شبابي.
بالنهاية كلنا مسؤولون عن الجهل لوصايا الله، ولكن إن لم نسعَ إلى تغيير هذه الحالة فلا خلاص لنا، وإن لم نُعِرِ اهتماماً لنتعلم وصايا الله وأن نعيشها ونطبّقها في حياتنا اليومية فلا حياة لنا مع الله ولا خلاص.
ايماننا الأرثوذكسي القويم