إنتبه فيما بعد وتجنَّب أسباب الخطيئة ومنها:
١. الكبرياء:
حتى يقع أحدهم في الخطيئة لابدّ أن يصيبه الكبرياء ومن بعد ذلك تأتي السقطة.
فتوسَّل دوماً بإيمانٍ الى الله كي يمنحك تواضعاً، لأن الإنسان الذي يمتلك تواضعاً حقيقياً لا يسقط أبداً.
"الرب يقاوم المتكبّرين وأما للمتواضعين فيعطي نعمة".
٢. الكسل وعدم الإنتباه:
قال الربّ:
"اسهروا وصلّوا لئلّا تدخلوا في تجربة. أما الروح فنشيطٌ وأما الجسد فضعيفٌ".
ويوصي هامة الرسل بطرس الرسول قائلاً:
"اسهروا، احترزوا فإنّ إبليس خصمكم كأسدٍ زائر يجول ملتمساً مَن يبتلعه".
"قاوموا إبليس فيهرب منكم".
صلِّ ذهنيّاً بلا انقطاع وتضرّع بحرارة إلى الرب كي يحميك بسِتر حمايته ويحفظك من فخاخ إبليس الغاش، من سائر الأعداء المنظورين وغير المنظورين.
صعبٌ هو التهاون، التوبة عظيمة والصلاة الصائرة بتقىً وخشوع.
٣. قلّة الإيمان:
الشخص الذي يتحلّى بإيمان حارّ لا يسقط، بل يبقى صامداً بلا مضرّة مثل الأنبياء، الرسل، الشهداء، القدّيسين وجميع القديسين.
٤. حبّ الذات:
أي المحبة الكثيرة التي نكنّها لأنفسنا، لجسدنا، لبطننا، لأهواء الجسد، لملذّات الجسد وكل الأرضيات، الأمور الباطلة، الوقتيات والزائلات.
والمحبة القليلة التي نمتلكها لله، للخيرات السماوية الأبدية.
فليكن لديك إيمان ثابت بالله، وتوسَّل إليه بحرارة قائلاً يا ربّ أعِن قلّة إيماني وعدم إيماني وامنحني إيماناً.
أهّلني فيما بعد أن أحبّك وأحبّ خيراتك الأبدية السماوية من كلّ نفسي، بكلّ عقلي وقلبي وأن أحبّ قريبي كنفسي.
هناك أسباب ومناسبات أخرى للسقطات، ولكنّ الأسباب الرئيسية هي التي ذكرتها لك آنفاً، والتي أرسلتُ لكَ الأدوية الناجعة لها، التي، كلّما دعت الحاجة، تناولها وستنال شفاءً كاملاً للنفس، وستكون أهلاً لملكوت السماوات، حيث السعادة الدائمة، آمين.
القديس فيلوثيوس زرفاكوس