الأهلُ هم المسؤولونَ عن حُسنِ التربية أو سوء التربية ولذلك فمسؤوليَّة الأم أمام الله كبيرةٌ جداً. الأم ليست فقط مسؤولةٌ عن إِطعام الطفل إنَّما عن حُسنِ تربيتهِ لأن الروح أهمُّ من الجسد. الجسدُ الى ترابٍ أمَّا الروح فهي الى الخلود. النساء ويا للأسف الشديد يعتَنَينَ بالجسد وقلَّما يعتنينَ بالروح. منذ السنة الأولى يمكن تعويد الطفل على تقبيل الأيقونات والمناولة وشرب الماء المقدَّس وتقبيل الإنجيل وتقبيل الصليب وتعليق الصليب في عنقهِ وتعليمه رسم إشارة الصليب وتطهيره من المظاهر الخارجيَّة. والمهم المهم، أن يرى أمَّهُ تصلّي وتركع وتقبّل الأيقونات وتلبس الصليب وتشعل الشموع وتبخّر وترسم الصليب على صدرِ الطفل فتطبع كلَّ ذلك في مخيَّلتِه، في ذاكرته.
نعرف من تاريخ الكنيسة أنَّ أمَّهات آباء الكنيسة لعِبنَ الدور الرئيسي في نشأةِ آباء الكنيسة. أمُّ باسيليوس الكبير وأمُّ يوحنا فم الذهب وأمُّ غريغوريوس اللاهوتي مشهورات وهكذا دواليك. قد تطغى العواطف أحياناً فتهتمُّ الأم بالجسد وتنسى الروح. والأهم هو الإههتمامُ بالروح دونَ إهمال الجسد. الطفلُ هو روحٌ وجسَدٌ يحتاجُ الى اهتمامِنا به روحيّاً وجسديّاً ليكونَ قرباناً للمسيح. تنسى الأمهات أنَّ الله أَعطاهُنَّ الأولاد فعليهنَّ أن يتذكَّرنَ دائماً أنَّ البنين هم عطيَّة الله وأنَّهُ يجب عليهنَّ أن يقدِّمنَ أبناءَهُنَّ هدايا لله ليحفظهم بعنايتهِ الإلهيَّة، لهُ الإكرام والسجود الى أبد الآبدين ودهر الداهرين، آمين.