"باركي يا نفسي الرب وكل ما في باطني ليبارك اسمه القدوس. باركي يا نفسي الربّ ولا تنسي كل حسناته" (مزمور 1:103). أهلا وسهلا بعام 2023،
العالم أجمع يتكلم عن عام قاتم بالسواد من الناحية الإقتصادية والأخلاقية، فالهموم تزداد والمشاكل تتراكم والخطية تتعظّم والجميع يتخبط بدون أمل، فقلوبهم منكسرة من شدّة الألم، ولكن وسط كل هذه الصورة الموحشة يوجد فسحة أمل رائعة جدا نابعة من المسيح فكل شخص متمسك بيسوع كرب على حياته ينتظر الأفضل في الأيام القادمة، فنحن يا رب ننتظر:
1- عام مليء بحضورك: "طلبت الى الرب فإستجاب لي ومن كلّ مخاوفي أنقذني" (مزمور 4: 34). مهما تكلم المنجمون ومهما توقّع علماء الفلك، فحضورك البهي في وسط شعبك هو الذي يبدّل السواد إلى نور عجيب، والحزن إلى فرح، وبختم رحمتك تمتلىء الأرض وبلمسات بركاتك تنغمر قلوب الناس بالبهجة، فلولا حضورك المميز يا مخلصي لما كان خير، فأنت يا إلهي مصدر كل شيء صالح لهذا نحن نعتّز بحضورك في حياتنا.
2- عام مليء بتعزيتك: "لتتشدد ولتتشجع قلوبكم يا جميع المنتظرين الربّ" (مزمور 24:31). ماذا كانت ستفعل العين المليئة بالدمع لو لم تمسحها أنت يا رب بيديك الحنونتين، ألست أنت من وعدت بتعزية الحزين وبتشجيع المحبط، فأنت وحدك تستطيع أن ترفع من جديد. فمهما كانت الأيام القادمة تنبىء بأمور مبهمة، فأنت يا رب تشدد أصحاب الركاب المخلعة لتجعل منا أبطال في الحياة الروحية، فشكرا لك لأنك تعزي وتشدّد وتقوّي.
3- عام ملي بغفرانك: "الرب نوري وخلاصي ممّن أخاف. الربّ حصن حياتي ممّن أرتعب" (مزمور 1:27). الكون كله يتخبط بخاطاياه ويصرخ بشدة في المكان الخاطيء فلا يستجيب أحد. ولكن غفران المسيح يخيّم بطريقة مدهشة لكل من يلتجأ بإنسحاق وتوبة فالله حاضر دوما ليغفر ويخلص. الأيام والدقائق والثواني تمر وغفران المسيح ينتظر الخاطيء لكي يتوب، ولكن سيأتي وقت حين يقفل الباب وينتهي كل شيء، شكرا لك من أجل فسحة الأمل للجميع فالفرصة متاحة لكل شخص يتوب لأن غفرانك يملء المكان.
في بداية هذا العام الجديد أشجع الجميع الذين يبحثون عن الله بقلب صادق أن يلتجئوا إلى صخرة الخلاص الحقيقة إلى ربنا وفادينا يسوع المسيح، فهو بالإنتظار. تعال احسم أمرك دون أي تأجيل فالعمر يمر بسرعة. "فاذكر خالقك في أيام شبابك قبل أن تأتي أيام الشر أو تجيء السنون إذ تقول ليس لي فيها سرور" (جامعة 1:12).