الهـدوء..
الهدوء صفة جميلة يتصف بها الانسان الروحي ومنها:
هدوء القلب، وهدوء الاعصاب، وهدوء الفكر،
وهدوء الحواس، وهدوء التصرف، وهدوء الجسد .
الانسان الهادئ لايضطرب قلبه لاي سبب ولا يفقد هدوءه مهما ثارت المشاكل وكما قال داود النبي (( ان يحاربني جيش فلن يخاف قلبي . وان قام علي قتال ففي هذا انا مطمئن )).
انه هدوء مصدره الايمان ...
ان فقد الانسان هدوءه من الداخل يبدو امامه كل شئ مضطربآ وكل شئ بسيط يبدو معقداً .
ان التعقيد ليس في الخارج وانما في داخله..
وان هدأ القلب يمكن أن تهدأ الاعصاب أيضآ فلا يثور الشخص وانما يحل الاشكال في هدوء..
ان العقل اذا عجز عن حل أمر ما تتدخل الاعصاب لحله.
وقد تعلن الاعصاب التاثرة عن قلة الحيلة وفقدان الوسيلة وكلما تعبت الاعصاب تزداد ثورتها..
٠
والشخص الهادئ قلبآ وأعصابآ يمكنه أن يكتسب الهدوء في التفكير وفي التصرف فيفكر تفكيرآ متزنآ مرتبآ بغير تشويش ويتصرف في اتزان وفي هدوء ليس في صخب الانفعال ولا في اضطراب الاعصاب.
ومما يساعد علي الهدوء الداخلي و الهدوء الخارجي : هدوء المكان وهدوء البيئة والبعد عن المؤثرات المثيرة .
لذلك فان الرهبان الذين يعيشون في هدوء البرية بعيدآ عن الضوضاء وعن ٠صياح الناس وعن اثارات الاخبار والاحداث وهؤلاء
يكون تفكيرهم اكثر هدوءآ وتكون قلوبهم واعصابهم هادئة . ويكونون في الغالب قد اعتادوا الهدوء ..
وحياة الوحدة والانفراد وتجلب الهدوء عمومآ بسبب هدوء الحواس لان الحواس هي أبواب للفكر كما يقول القديسون . فما تراه وما تسمعه وما تلمسه يجلب لك فكراً. فان اسنراحت حواسك من جميع الاخبار استراحت نفسك من الافكار ..
والمكان الهادئ يساعد علي هدوء الحواس وبالتالي هدوء الفكر وهدوء القلب وهدوء الاعصاب . لذلك فان الكثيرين يبعدون عن الاماكن الصاخبة التماساً للهدوء ..
ان محبي الهدوء يبحثون عنه بكل قواهم ولكن البعض -للاسف- يحبون الصحب ولا يعيشون الا فيه ويسأمون من الهدوء!
✞ من كتاب "كلمة منفعة" لقداسة البابا شنوده الثالث.