الحب المشروط يدين؛
الحب غير المشروط لا يدين.
الحب المشروط يبحث في أن يستغل وأن يُناوِر؛
أمَّا الحب غير المشروط فهو يُخلِّص ويفدي.
الحب المشروط يستحوذ؛
أمَّا الحب غير المشروط فهو يعمل
في أن يُطلِق الإمكانيَّات الموجودة في كلِّ شخص.
الحب المشروط يجتهد في أن
يُفرِغ الآخَر في قالب مُعَيَّن,
الحب غير المشروط يُطلِق الآخَر حرّاً
ليبلغ ما خلقه الله عليه.
الحب المشروط يُقيِّد بحبال؛
والحب غير المشروط يفك تلك القيود.
الحب المشروط يحبُّني عندما أكون صالحاً؛
والحب غير المشروط يُحبُّني وأنا غير صالح،
ويعمل جاهداً ليساعدني في أن أكون
صالحاً وأفضل ممَّا أنا عليه...
الحب المشروط هو قناع؛
أمَّا الحب غير المشروط فهو الحقيقة.
الحب المشروط هو الطريق الذي يتبعه كثيرون،
أمَّا الحب غير المشروط فلا يتّبعه
إلاَّ الله والمولودون من الله.
عَهَدَ الله بحبِّه قديماً للشعب اليهودي في العهد القديم،
وعندما خالفوا وصاياه ظلَّ يحبُّهم،
ولكنَّ الله عبَّر عن هذا الحب
تارة بالتأديب وتارة بالإرشاد
لعلَّهم يعودون عن غيِّهم ويهتدون
إلى الطريق الصواب.
ليت حبَّنا يكون حبّاً صادقاً مثل حب الله؛
حبّاً لا يُقيِّد الآخرين، حبًّا ليس استحواذيّاً،
حبّاً لا يحكم ولا يدين،
حبّاً ليس استغلاليّاً أو نفعيّاً،
حبّاً للعطاء لا للأخذ،
فالمحبَّة الحقيقيَّة لا تطلب ما لنفسها،
وهي ليست مُقلِقة ولا مُزعِجة
ولا سريعة الغضب، ولا تشكو ولا تتذمَّر،
ولا تحسد ولا تحقد، ولا تتصيَّد الأخطاء؛
بل ويعسر عليها أن تلاحظ أخطاء الآخَرين.
مَن لنا ليأتينا بهذا الحُب غير المشروط؟
بالتأكيد هو نوعٌ لا يقتنيه إنسان،
لأنَّه حُب الله...
علينا أن نصلِّي كل يوم
كي يسكب الله حبَّه غير المشروط هذا
في قلوبنا بالرُّوح القُدُس،
حتى كل ما نعمله نعمله بهذا الحب..!!