إن المؤمنين يحيون باستمرار في حياة الشكر،
يشكرون الله في كل حين، على كل شيء..
يقبلون كل شيء من يد الله في رضى وفي فرح،
لا يتذمرون ولا يتضجرون..
هم يؤمنون أنه ضابط للكل،
وأنه يملك زمام الكون كله،
ويدبر أموره حسب مشيئته الإلهية الصالحة.
لذلك هم مطمئنون إلى عمل الله..
ما يعمله الله خير ومقبول.
وكل ما يشاؤه الله هو نافع ومفرح.
فلتكن مشيئته..
المؤمنون لا يضعون مشيئة الله
تحت مقاييس حكمتهم البشرية،
إنما يخضعون حكمتهم البشرية لمشيئة الله،
ويقبلون مشيئة الله في غير تذمر
شاعرين أنها لصالحهم مهما كانت تبدو غير ذلك..
وحقاً كم من أمور تضايق منها الناس
في بادئ الأمر ثم أثبتت لهم الأيام
أنها كانت خيراً وبركة..
لذلك فإن المؤمن يحيا باستمرار
في حياة التسليم.
حتى إن كان الأمر الذي يحدث للمؤمن
هو شر واضح،
فإنه لا يتذمر، شاعراً بالإيمان
أن الله قادر أن يحول الشر إلى خير..
رجل الإيمان بشوش باستمرار،
فرح القلب، مهما أحاطت به المتاعب
لا يحزن ولا يكتئب ولا ييأس..
إنه يعيش في الحل الآتي،
وليس في المشكل الحاضر..!!